منتدي ابن سينا الأدبي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي ابن سينا الأدبي

شعر الفصحي والعامي والنبطي والخواطر والرواية والقصة القصيرة.


2 مشترك

    ملعقة ذهب وملعقة خشب

    Admin
    Admin
    رئيس مجلس الإدارة وصاحب الموقع
    رئيس مجلس الإدارة وصاحب الموقع


    عدد المساهمات : 256
    تاريخ التسجيل : 24/08/2010
    العمر : 68

    ملعقة ذهب وملعقة خشب Empty ملعقة ذهب وملعقة خشب

    مُساهمة  Admin الأربعاء أغسطس 25, 2010 9:31 pm



    ملعقة ذهب وملعقة خشب
    يظن صاحبنا أن الناس في الدنيا نوعان ,نوع ولد وفي يده ملعقة ذهب فهو يخدم وتأتي الأشياء
    إليه بدون تعب وجهد وتفتح الأبواب في وجهه دائما فالكل يريد أن يشتري وده ورضاه,والنوع الثاني
    ولد وفي يده ملعقة من خشب لا يستطيع فعل شئ ويكاد أن يسف التراب حتي يستطيع أن يحصل علي
    أبسط الأشياء من دنياه وكلما نظر أمامه وجد الأبواب مغلقة.
    أحتار صاحبنا كيف سيبدأ حياته وهو من اصحاب الملاعق الخشبيه فأشار عليه والده البسيط بأن
    يتسلح بالعلم والشهادات حتي يعوض نقصه.

    والده قال له حتي تصبح من اصحاب الملاعق الذهبية إنظر إلي الناس الأقل منك حتي لاتذهب
    نفسك حسرات عليهم فتقف الحسرة عائقا لا نطلاقك في تحصيل العلم والمثابرة في الدراسة
    حتي تغير حظك,وأطلب العلم فالعلم يرفع بيوتا لا عماد لها ..والجهل يهدم بيوت العز والشرف.
    ثابر صاحبنا عبدالرحمن وحصل علي نسبة كبيرة أدخلته كلية الطب بدراسة مجانية فخطا خطوته
    الأولي من رحلة الألف ميل التي دائما ماتبدأ بخطوه كما يقول المثل الصيني.
    علامت سيطرة الفقر(الملعقة الخشبية) تبدأ بأخذ تأثيرها من اليوم الأول للتأهب للسفر بنقص حاد
    في موارد والده فيراه يجاهد للحصول له علي سبعين دينار حتي يستطيع أن يبدأ رحلته.
    يبدأ صاحبنا عبدالرحمن في ارتياد الجامعة ببدلته الوحيدة التي أقتطع ثمنها من السبعون دينار
    اليتيمه التي صرفها والده له,فيري العجب العجاب من ملامح الثراء والبذخ في الحرم الجامعي
    والمناقشات التي مأنفكت تتحدث عن أسعار الأزياء والساعات الثمينة والتباهي بالسيارات التي
    يصل ثمنها حد الإعجاز يدفعها أصحاب الملاعق الذهبية بسهولة ويسر بدون أدني معانة,سبحان الله
    وسبعون دينار كادت أن توقف قبوله وتعترض سبيله في الهروب من المعالق الخشبية التي أصبحت
    عقدة حياته.
    تتكلم الفتيات من أصحاب الملاعق الخشبية بحرقة عن فتاة بدأت بالحضور كل يوم ببدلة جديدة
    ماركة عالمية فأصبحت حديث الساعة وترك الطلبة المحاضرات والدروس ليركزوا جل إهتمامهم
    علي السنيورة صاحبة التنورة وتألقها كالباربي كل يوم.
    الطلاب من أصحاب الملاعق الذهبية لهم تألق أخر يبدعون فيه وهو إقتناء السيارات الفارهة
    مثل المرسيدس والبورش ,وياعثرة حظه من يحضر بسيارة صناعة كورية يقال لها مرسيدس
    الفقراء.

    لاحظ صديقنا عبدالرحمن أن في الجامعة نوعين من أصحاب الملاعق الذهبيه ,نوع متواضع أو
    يحاول أن يتواضع ويكون خفيف الظل ولايحرج الفقراء ولكن الغالبية حسب ظنه متغظرسة
    تظن أن ليس علي الأرض سواها.

    وبعد أن يعود صاحبنا عبدالرحمن إلي تفكيره وهدوءه ورصانته المعهودة مع نفسه ,يقول لنفسه
    ( فخار يكسر بعضه)وإنه لايجب عليه الإنشغال بهذه الأفكار كثيرا في الوقت الحالي وأن يصب جل
    إهتمامه علي هدف واحد وهو أن تمر السنين السبع التي فرضها علي نفسه لدراسة الطب بدون أي
    تعثر أو رسوب.
    في هذه اللحظة يأتي علي بال عبدالرحمن صديقه سعد
    سعد هذا صديق عبدالرحمن منذ أيام الدراسة في الثانوية العامة كان مثله من اصحاب
    الملاعق الخشب وإن كان أفضل منه بقليل من الناحية المادية فقط ولكن طموحه محدود
    وصبره ينفذ بسرعة ولذلك اختار وبذكاء أن يدرس لمدة ثلاث سنوات فقط بإختياره بعثة
    علي حساب شركة النفط يرجع بعدها كفني تحكم في مصافي النفط في الشركة مع حصوله
    علي مكافأة شهرية تقدر بثلاث مائة دينار.
    فكرة قلبها عبدالرحمن في رأسه ولكن فكرة الطب وبرستيجه العالي وقدرته علي علاج
    الفقراء جعلته يرفض الفكرة جملة وتفصيلا ,تري من سلك الطريق الصحيح؟ سؤال ظل
    يجول في رأس صاحبنا سنين طويلة من غير إجابة .
    يحاول عبدالرحمن التخلص من فورة الأزياء في الجامعة فيعرض علي أستاذه في مادة
    الكيمياء الحيوية فكرة تخلص الجامعة من حرب الأزياء وذلك بفرض زي موحد علي
    طلاب الجامعة في وقت الدوام الرسمي يتقيد به الجميع فيرد عليه الأستاذ وماذا عن السيارات
    ياعبدالرحمن.....واشياء أخري ,دعك من هذا فمنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها خلق الغني
    وخلق الفقير وكما يقول الشاعر ...ليس الفتي من قال كان أبي
    إن الفتي من قال هاقد حصل.
    ولا تحسد أحد علي مافضله الله عليك,فالقناعة كنز لايفني,ومن ينظر الي أعلي ياعبدالرحمن
    يتعب,كلمات لم ينفذ الكثير منها الي نفسية عبدالرحمن فيريحها من الجري وبسرعة لتغيير
    واقع أمره.


    على الجانب الأخر يجلس أبوعبدالرحمن بعد أن أتم صلاة العشاء مع أم عبدالرحمن فيبادرها بالسؤال عن أحوال أبنهم عبد الرحمن وعن أموره في الجامعة فترد عليه أم عبدالرحمن بحنان الأم التي تري
    ولدها بعينها هي فلا تغلطه أبدا....حاله بأحسن حال ولايحتاج الا دعائك في كل صلاة.
    أبو عبدالرحمن...أنا أدعو له فعلا في كل صلاة , لأني أشعر بالخوف عليه من تفكيره ,فهو لايفكر إلا
    بالنقود وكيف يصبح من اصحاب الملايين وأحس بأنه كمن يستعجل رزقه ولقد اخبرته كثيرا أن الرزق
    يكتب للأنسان من قبل أن تلده أمه ,ولكن لاحياة فيمن تنادي.
    فترد أم عبدالرحمن وكأنها تريد ان تمسح من غضب والده عنه,مازال ولدنا غضا يافعا لم تعركه الدنيا بعد وسوف يأتي يوم عليه فيعرف كل هذه الأشياء ويسلم بها وسوف يؤمن بأن الله حق.
    في نفس الوقت الذي تجول فيه الأمنيات والخواطر في رأسي والدي عبدالرحمن كانت خواطر وأفكار أخرى تدور في رأس عبدالرحمن؟ترى ماهي؟

    يمر صديقنا سعد علي الدكتور عبدالرحمن بالمساء بسيارته المرسيدس الفخمة
    ويأخذه معه إلي المطعم لتناول وجبة العشاء ويخبره أن أصحاب الملاعق الذهبية هم فقط من
    يأكلون في هذه المطاعم ,فبسعر الوجبة الواحدة هنا تستطيع أن تطعم أسرة كاملة مكونة من ثمانية أفراد تقريبا.
    يجلس الصديقين علي طاولة الطعام ويبدأ د.عبدالرحمن بسؤال صاحبه عن راتبه,سنوات الدراسة
    كيف قضاها في أمريكا ,هل رجع بزوجة أمريكية ؟,هل كانت الدراسة صعبة.
    يجيب سعد علي كل أسئلة صديقه بكل صراحة ويبلغه بأنه اذا فكر في الزواج يوما فلن يتزوج
    إلا مسلمة وباقي المواصفات قابلة للنقاش(خذ ذات الدين تربت يداك,صدق رسول الله صلي الله
    عليه وسلم).
    يرجع د.عبدالرحمن الي منزله بعد تناول العشاء مع سعد فالمعلومة التي كان يريد أن ينتزعها
    من سعد وهي أن راتبه يعادل ضعف راتبه هو كدكتور بارغم من أنه درس ضعف المدة التي
    درسها يعد زلم يسافر ويتمتع بحياته بل كان يعيش في نفس المكان مع نفس الوجوه يوميا
    فيحس بأن الوظيفة والتخصص الذي أختاره لم ينصفوه أيضا.
    في الصباح يمضي د.عبدالرحمن إلي مشفاه ليقضي يومه متنقلا بين مرضاه محاولا أن ينسي
    كل تسارع الحياة وتناقضاتها ويركز علي محاولة تخفيف الألم عنهم وتساعده دوما في ذلك
    زميلته د.فاطمة ,إنسانة خلوقة ,جميلة ,ومهذبة وعلي مستوي عالي من الثقافة,متخرجة حديثا
    مثله وهي كذلك تحت التدريب.
    بدأ د.عبدالرحمن يتعود علي رؤيتها دوما إلي جانبه في المشفي ,يتناقش معها عن حالات المرضي
    ويمضي معها فترة الراحة وفترة تناول الغذاء ويحس بسعادة كبيرة وهي تتقاسم رغيف الخبز معه.
    أصبح يحب ويتمني أن يكون وجهها الطفولي البرئ كل يوم هو باكورة إصباحه .
    إحساس غريب لم يداخل روح عبدالرحمن من قبل أو يتربع علي عرش عواطفه وللمرة الأولي
    لم يصنف د.فاطمة إن كانت صاحبة ملعقة ذهبية أم خشبية ,ولا يدري لماذا؟؟؟؟؟
    هل المشاعر الطيبه والحب يغفل هذه الجوانب؟ هل الحب أعمي كما يقولون؟
    فيرد علي نفسه إذا كان أعمي فيا مرحبا بالعمي من أجل فاطمة ......يامرحبا بالعشق.

    يتبع................................ابن سينا.
    Admin
    Admin
    رئيس مجلس الإدارة وصاحب الموقع
    رئيس مجلس الإدارة وصاحب الموقع


    عدد المساهمات : 256
    تاريخ التسجيل : 24/08/2010
    العمر : 68

    ملعقة ذهب وملعقة خشب Empty تكملة القصة

    مُساهمة  Admin الجمعة أغسطس 27, 2010 9:45 pm

    لكن د.عبدالرحمن يطلب من مشاعره التواقة والمندفعة مع هذه العاطفة الجديدة عليه أن تتمهل
    عليه ولاتربكه حتي يرتب أموره فلا زالت لديه أولويات كثيرة قبل هذا الأرتباط في تكوين أسرةكان د.عبدالرحمن لايتردد بتحقيق أي رغبة يطلبها أخوته أو والديه منه وكلما أغدق عليهم بما
    يستطيع راتبه أن يتحمل ,تذكر أيامه وكيف أنه لم ينل هذه الفرصة لكونه الأخ الأكبروفي نفس الوقت
    هو يريد أن يعدل في مستوي البيت ويعيد تأثيثه حتي يدخل السرور إلي قلب أمه فهو يعرف أن أكثر
    شئ يسعد المرأة هو التباهي بأثاث المنزل ورفوف الصيني المكدس الذي كل ماطلبت أن تشرب بها
    قالوا لك إنها للضيوف.
    في نفس الوقت قال د.عبدالرحمن إنه سوف يحصل علي منزل راقي يمكنه من إستقبال أهل د.فاطمة
    في حال خطبته لها متي ماحان الوقت لذلك.
    وعائلة, فلديه أسرته التي يسعي إلي تحسين أوضاعها المعيشية والحياتيه خصوصا وأنهم بدؤا
    في الشعور بالفرق الذي أدخله هو عليهم عندما ضم راتبه إلي راتب أبيه في الصرف علي المنزل .

    يحس أبو عبدالرحمن بأن ابنه يخفي عليه أمره ولكنه بمشاعر الأبوة الحانية التي لايحس
    بها الأنسان الإ متي مارزق بأولاد وأصبح مسئولا عنهم ,فيبدأ في التلميح الي أبنه بأنه
    كبر وأن عليه الأن أن يبحث عن شريكة لحياته فلديه شوق كبير ليري أولاده قبل ان يموت.
    وكان عبدالرحمن يغلق الموضوع في كل مرة عند هذا الحد.
    في أحد الأيام يقرر عبدالرحمن أن الأوان قد حان للتقدم بطلب يد د.فاطمة فيتم له ذلك ويقيم
    عرسا جميلا تتكلم عنه الناس بالأطراء والمديح.
    يسافر د.عبدالرحمن ليقضي شهر العسل مع عروسه ,وبعد رجوعه بعدة أشهر تزف له فاطمة نبأ حملها بمولودهم الأول فيكاد د.عبدالرحمن أن يعانق السماءمن الفرحة ويقطع عهدا علي نفسه
    ان يكون مولوده ذكرا أو أنثي من أصحاب الملاعق الذهبية مهما كلفه ذلك من تعب وسهر ومثابرة
    تسمعه د.فاطمة زوجته فتقول له تمني علي الله أولا أن يمن عليه بكامل الصحة ويحسن خلقه.
    يستغفر عبدالرحمن ربه ويقول طبعا..طبعا ولكنه التعود يتحكم بالأنسان ,وقد تعودت التذمر من الفقر.
    تتم فاطمة فترة حملها وتلد ولدا جميلا معافي من كل سؤ والحمد لله فينشرح صدر والده به ويأخذه
    فيكبر في أذنه ويقبله .

    تخرج د.فاطمة من المشفي بعد الولادة بعد أن من الله عليها وعلي وليدها بالصحة والعافية
    وهو جل ماتتمناه ووتتسارع الدنيا وأحداثها مع الزوجين مابين مد وجزر ومصالحة مع النفس مرة
    ومخاصمة لها في أحيان كثيرة وبين شوق وفتور ومشاكل يحل بعضها في حينه وبعضها يؤجل إلي
    ماشاء الله له أن يؤجل فتحله الأيام بمعرفتها أو ينسي فيلقي من الذاكرة.
    يرزق عبد الرحمن بولد أخر أسمه عبدالله وثلاث بنات هن سعاد ومريم وسوسن وهي أخر العنقود
    وجوهرة العقد الفريد الذي صار د.عبدالرحمن يملكه , وحولها زوجته فاطمة التي يحس بأن الدهر
    صالحه أخيرا بها , فهي التي لا ترفض له طلب ولا تبخل عليه بالنصيحة متي ماأنغلق علي نفسه
    بسرعة لمجرد ظهور مشكلة أو عقبة صغرت أو كبرت في طريقه .
    ماهي الاشياءالتي تنتظر عبدالرحمن عندما يكبر أولاده ,هل سيفكرون مثل تفكيره,أم يشذون عن
    القاعدة ,أم يتبعون الأم في تفكيرهم؟؟
    سبحان الله الأولاد كفسيل النخل تزرعه وتربيه وما سوف يصبح عليه هذا الفسيل ومدي جودة
    تمره هو شئ في علم الغيب , اباء يفرحون بغرسهم الذي غرسوه عندما يصل أولادهم الي الطموح
    الذي رسموه لهم او ارتئوه اولادهم لانفسهم وساعدهم الأهل بكل ماأوتوا من قوة علي تحقيقه
    في بعض الأحيان المال يساعد فتكون الملعقة الذهب لها اليد الطويلة في الموضوع وفي بعض الأحيان
    تفشل كل المساعي في إحياء الفسيل فيموت كل طموح فيه,دخلت هذه الخاطرة في ذهن د.عبدالرحمن
    وهو يفكر في مستقبل أولاده,لم توقفه الملعقة الخشبية من تحقيق طموحه وأعطته حافزا كبيراللتمرد
    علي واقعه فما هو حافز أولاده وقد أصبحوا من أصحاب الملاعق الذهبية لتحقيق طموحاتهم.
    لا يقوده تفكيره لشئ فيقرر أن ينسي الموضوع مؤقتا حتي يناقشه مع زوجته فاطمة لاحقا فهي التي
    كانت ومازالت تصب الماء البارد علي نيرانه ومشاكله فتطفئها بحنانها الدافق وحبها الكبير له .
    يجلس د.عبدالرحمن مع زوجته فاطمة فيبثها مخاوفه وأحاسيسه فترد عليه بنبرة الواثقة
    هل قصرنا معهم بأي شي يأبا محمد ؟ نحن نعمل مايقدرنا الله عليه وهم واحمد الله أمورهم
    مطمئنة حتي الأن فلما القلق الذي ليس في محله.
    يردد ابو محمد في نفسه تري ماذا كان سيفعل لو أن زوجته كانت من النوع الذي لا هم له إلا
    الجري وراء الموضة وحضور استقبالات النساء الصباحية وإدمان التسوق تاركة له الاولاد
    غير مكترثة به , كما تفعل الان بكل الود والمحبة ,فينظر حوله حينها فلا يجد شريكة حياته
    التي يريد أن يبوح لها بهمومه ومكنونات صدره.
    الزوجة الصالحة هي جوهرة القصر وجوهرة التاج التي تزين عرش المملكة الصغيرة ,مملكة الأسرة,ولذلك يحس د.عبدالرحمن بأنه ملك متوج كلما دخل بيته بعد عناء يوم طويل في المشفي
    والتفت حوله أسرته الصغيرة.
    . حدث جديد يدخل السرور الي قلب د.عبد الرحمن وهو طلب يد أخته مشاعل من قبل صديقه العزيز
    سعد,الذي أراد أن يتوج صداقته له بالزواج من أخته,ويقول لاخته ممازحا,اذا سوف يصبح النفط في جيوبنا ونستفيد منه بدلا من أن نسمع عنه فقط في الأخبار.
    بالمناسبة أخت د.عبدالرحمن مهندسة بترول ولذلك فهنالك تقارب فكري جعل عبدالرحمن يطمئن
    علي أن حياتهم سوف تكون سعيدةوهانئة .
    باقي أخوة د.عبدالرحمن يلتحقون بقطار الزواج كل علي طريقته,ولكن ليس من أنسبائه من هو
    صديق سابق له ماعدا سعد .........يتبع.
    تتزوج أحدي أخوات د.عبدالرحمن من شخص فقير جدا ربما حتي لايملك ملعقة خشبية ويستغرب
    كيف وافق والده عليه بالرغم من توسلاته له ,وكأنه أحس بأن هذا الشخص لايصلح زوجا لأخته
    ولكن بوجود والده تكون الكلمة الأخيرة والفيصل لوالده ,وهذا ماكان.
    مع الوقت تثبت الأيام أن حدس د.عبدالرحمن كان في محله فقد أغرق هذا الزوج أخته بالديون وكثرة
    الأولاد ,فدخل الفقر من كل الأبواب وخرج الحب الكبير الذي تحمله أخته له من الشباك.
    ولم يكتفي بذلك بل أصبح كلما ألح عليه الدائنون وهددوه يعطيهم رقم تلفون د.عبدالرحمن ويقول لهم
    النسيب سوف يقوم بالواجب.
    استمر د.عبدالرحمن يقوم بالواجب ولا يخبر أخته بذلك حتي لا يجرح مشاعرها فهو يتعاطف معها
    ويحس بأنها لم تحسن الهروب عن طريق الملاعق الخشبية ومايجلبه امتلاكها من فقر,ولكن الأمر
    يخرج عن السيطرة ؟تري ماذا سيفعل الدكتور في وسط حيرته ,هرب من الفقر وزوج أخته وأختهيحتار د.عبدالرحمن ماذا سيفعل بخصوص زوج أخته فالموضوع شائك ويجب التروي فيه
    وخصوصا أنه لا يريد أن يكون السبب المباشر في التفريق بين أخته وزوجها ولا يريد من
    أخته أن تجعل من مصارحته لها بأمره شماعة تعلق عليها سؤ اختيارها لهذا الزوج الإتكالي
    وفي نفس الوقت تتقاذفه الأفكار والهموم بخصوصها فلا يريدها أن تظل مخدوعة ,وإن كان
    في بعض الأوقات يداخله شعور بأنها تعرف كل شئ عنه ولكنها تهادنه حتي تسير مراكب الحياة
    بينهم ولا تتوقف فيقال بأن في البيت رجل,ذهب الرجل,حضر الرجل,كمثل الفزاعة التي تطرد الطيور فلا تغير علي الزرع,فيختار أن يصبر ويحتسب من أجل أخته ,فالضرب بالميت حرام.
    يستمر د.عبدالرحمن في سد فاه زوج أخته الذي لا يشبع ويتناوب في نصحه مرة بالترهيب ومرة بالترغيب عل وعسي.
    تمضي الأيام والسنون وصاحبنا علي حاله لايتغير فينساه د.عبدالرحمن كما هو الحال عنده عندما
    تطول المشاكل معه ويقول لنفسه الزمن كفيل بحل أصعب المشاكل.
    يتعرض زوج أخته لحادث سير يؤدي بحياته فيرتاح ويريح ,وتعود الحياة تبتسم لأخته وتكافئها
    علي صبرها عليه ويبقي السر مدفونا عن أولادها ومحفوظا بين الأخت وأخيها لا يعلمه إلا الله
    وهم,ويأمل د.عبدالرحمن من أن أولادها عندما يكبرون أن يعوضوا أمهم الصابرة ويحسنون
    إليها بقدر مالاقت من مشقة في عشرتها مع والدهم,فهل يفعلون؟؟؟
    . يتزوج الأبن البكر للدكتور عبدالرحمن(محمد) من صديقة له في الجامعة بعد حب متبادل جمع بينهم
    في أروقة الجامعة وتكون أسعد الناس به أمه د.فاطمة ولو انها تشعر بقرارة نفسها أن زواجه
    سوف يظهرها بسن أكبر من سنها وخصوصا بعد أن يرزقها الله بحفيد فتصبح جدة.
    ولكن الزمن يأبي أن يحقق هذه الأمنية وخصوصا بعد أن تمر سنين علي الزواج فلا تكون مشيئة
    الله في حصول هذين الزوجين علي هذه الأمنية ,فيبدئان في طرق أبواب العيادات الخاصة للتشافي
    والإسراع في تحقيق هذا الحلم.
    تتذكر عائدة زوجة محمد كيف كانت ذات طبيعة غنية ,خصبة تحب الجري واللعب والضحك..وأي فتاة
    لا تحب ذلك وكيف كانت تبتكر للهو أساليب ترفعها في تقدير رفيقاتها واليوم تجلس حزينة مهمومة
    تنتظر الخبر الذي سوف يسعد أنوثتها أولا ويسعد زوجها ويثبت قدمها في أسرته فهي تعرف أن صبر هذه الأسرة سوف ينفذ في يوم ما فيبدؤان في البحث له عن زوجة جديدة,فهل يقبل محمد؟ وهل ستفعل
    أسرته ذلك؟
    في هذه الفترة التي تعصف بحياة عائدة تجد نفسها مندفعة الي نشاطها الفكري والي الحفلات والمناسبات الأجتماعية والثقافية حتي لا تجد صحيفة لا تحمل مقالاتها الواحدة تلو الأخري
    ويري زوجهت مدي إنشغالها في ذلك فلا ينكره عليها وكيف وهو يعرف تماما أسبابه.
    إن مزاج عائدة العصبي وجنسها النسائي وقوة عواطفها وحدة ذكائها كل ذلك كان من الأسباب التي
    جعلته يقع في غرامها وهو يحس بأنها وإن لم تتكلم ففي داخلها أنين متواصل يخترقها من أولها إلي أخرها وإن حاول هو تخفيفه وإن كان ليظن أن الزمن كفيل بأن يدفعه في هوة النسيان متي ماطال الزمن أو تحققت الأمنية عند عائدة بالحمل السعيد وخصوصا بعد التطورات التي حصلت في مجال
    الطب ومايسمونه أطفال الأنابيب فيكاشفها برغبته وتقبل سعيدة بذلك كونها أرادت من قرارة نفسها
    أن يكون هوي من يقرر بأنه يرغب في البدء بهذا الطريق للحصول علي الأولاد.
    هنالك في قلب الصحراء القاحلة والتي تبدو كذلك حتي الأن يقرر محمد أن يستظل بأمل الشجرة اليتيمه
    وهو مايسمي بأطفال الأنابيب,فيتذوق بعد القحط والضني خضرة الخمائل وهناء المروج .
    وتمر الأيام تلو الأيام وعائدة تنتظر الخبر السعيد فتنتابها الوساوس والقلق...أتراه بدأ الملل يدب الي قلبه من طول الأنتظار وترد علي نفسها اليوم أعرف النتيجة فموعدي اليوم في الخامسة لاستلام نتيجة
    التحليل.
    تبتسم عائدة عند استلام النتيجه فقد تحقق حلمها الذي طال أنتظاره وهاهي تخرج مبتسمة من أعماقها
    وتبتسم كأنها لم تخلق إلا للأبتسام فهي اليوم أقرب الي الملائكة من البشر ,ولا تطيق صبرا حتي تنقل
    هذا الخبر الي زوجها محمد.
    أوجع شئ للمرأة أن تكون مبهمة المطالب وأن تحس بأنها صفحة خاوية خالية ليس فيها بارقة أمل
    ولا كلمة عزاء,هذا هو إحساس عائدة قبل سماعها للخبر السعيد بأن الأمومة التي ظلت تحلم بها قد أصبحت واقعا ملموسا الأن, وسرعان ماستقوم بإتحاف أهل زوجها بما ينتظرونه من سنين.
    كثيرات هن التعبات اللاتي وقعن في ذلك الشكل المعنوي من الأحباط فجرين هربا منه هنا وهناك
    مخاطرات بما وجب صونه وهو العائلة ولكن الله ستر ولم تنجرف عائدة في هذا الطريق وهاهو الحمل
    السعيد يعيدها الي جادة الصواب فتنبذ الحفلات والزيارات واحاديث الجارات وهي التي ماكانت تطيق البقاء يوما واحدا بدونها ,ولكن سبحان الله كيف تتغير الأحوال من حال الي حال.
    تطوي عائدة أيامها السابقة وتغادر ضوضاء المدينة لتتفرغ لنفسها وزوجها وطفلها المرتقب.
    بعد أنقضاء فترة الحمل نظرت عائدة حولها في المشفي لتجد صبي في حضنها هو باكورة السعادة
    لأسرتها فتناديه وهي تحضنه,تعال أيها الزائر الذي طال انتظارك.....تعال أيها الصغير ,عندها وثب
    قلبها الي شفتيها وجالت الدموع في عينيها فقبلته وشعرت بحلاوة وجنته ثم راحت في نوم عميق
    لم يوقظها منه دخول زوجها الذي جاء يطمئن علي صحتها وصحة ولده,فلذة كبده وللقصة بقية ...
    في ليل مسترخي السدول يسير د.عبدالرحمن مع زوجته علي شاطئ البحر الذي تطل عليه المستشفي
    تاركين لأبنهم الفرصة ليجلس مع زوجته وهم لايعلمون أنها تغط في نوم عميق فرضته الراحة النفسية
    التي صارت اليها عائدة بعد أن تحقق حلمها,وهم يفكرون في مرقص الحياة الكبير الذي يعيشون فيه
    وكيف أن الأيام سرت مع السائرين بين ماطمسته أيام وما خلقته أيام اخري في حياتهم وحياة أولادهم.
    هكذا رأ د.عبدالرحمن الطبيعة علي شتي معانيها وخصوصا اليوم وقد جعله ابنه البكر جدا بسرعة وإن
    كان ذلك بالنسبة له فقد مرت هذه السنين طويلة وثقيلة علي أبنه.
    تصحو عائدة من نومها بعد مدة فتجد زوجها يجلس بجانبها يرقب طفلهما بخشوع وكأنما هنالك مغناطيس يشده للطفل شدا فلا يكاد يبعد بصره عنه.
    تحمله عائدة وتضعه في كف زوجها وتقول له ,هذا طفلنا ألقي به بين يديك فأعمل علي سعادته فتحينا
    فيجيبها بحنان كبير معنا سوف يرفل دوما باثواب السعادة إن شاء الله تعالي فلا تقلقي أبدا,ومن أجل ذلك
    سوف اسميه سعيد ,فتوافقه في الحال.
    في ذات الوقت تقوم أخت الدكتور عبدالرحمن - الأرملة بالحنو علي أولادها وكلها رجاء بأن يغيلوا
    عثرتها في يوم من الأيام متي ماأحتاجت إليهم ,وتبكي في قلبها لما شهدت من دعاوي الحب الفارغة
    والتمثيل الكاذب والعاطفة السقيمة التي ظل والدهم يسقيها إياها حتي مات ,وتقول في نفسها في كل
    خطوة أمل وفي كل خطوة خيبة وكمد,تعبي هي ولكن أين المفر الأن,صرخت من أعماقها والتجأت
    الي غرفتها لتستريح تاركة أولادها الخمسة في الصالة يجتهدون في تحصيلهم العلمي فالشهادة
    هي جل أملهم في الحصول علي وظيفة في بلد لايملكون فيه حق المواطنة والتمتع بمزاياها.
    أما أمهم فظلت تروح وتجئ في الغرفة كأنها شبح وفجأة أستنار ذهنها ,ذاك الذي يحمي ظهري,
    أخي د.عبدالرحمن خالهم وسوف يحمل همهم,هو الذي يحمل لها كل المحبة والحنان ألا يمكن أن يكون
    لها أما وأبا وأخ فينتشلها وأولادها من أي مشاكل سوف تعترض طريقهم,فتشعر بأنه هو القوة التيتأخذها الذكريات نحو الماضي البعيد إلي أيام الطفولة ,يوم كانت تكتب يومياتها في المدرسة
    كانت تلمس يدها وتقول البرد اليوم شديد ولكن البرد الذي في روحي أكبر منه.
    لحظة لاغير هي كل ماأخذته لتقع في حب زوجها ,لحظة لم ينتبه لها أحد من المحيطين بها
    وهي تراه يشيعها بنظراته عبر الشارع فتحس بها تتوغل في أعماقها وتشل تفكيرها فتقرر
    أن تقبل به شريكا لحياتها ظنا منها أنه الدفئ الذي سوف يدب في برودة روحها,وكم كانت واهمة.
    برغم كل الأنتقادات التي وجهت لها من أسرتها تصر علي موقفها فهي في وقتها كانت لا تعي ولا
    تري شيئا غيره ,ليقع المكتوب وتتزوجه وهي لاتدري بأنها حكمت علي نفسها بالخروج من عالم
    المجتمع وتقاليده الي عالم التاريخ المنسي,ومع ذلك كان بعض أقاربها وفي زياراتهم النادرة لها
    يستمعون لأاعذارها وتبريراتها لهذا الأختيار,فتتأوه وتقص قصتها من الأول.
    تسوقها الي الأمام لتكمل مشوار الحياة حتي نهايته.
    بعد وفاة زوجها صارت كثيرا ماتشعر بالهم والوحشة فقد سقطت الفزاعة التي كانت تطرد
    الناس من حولها ومن حول أولادها,وبدأت الألام المهجورة داخلها تطفو الي السطح فتسأل
    نفسها هل رأت انسانة في حياتها بمثل غباءها؟.
    يأتي يوم يقرر فيها أولادها السفر للدراسة في الخارج في بلد أبيهم فتحس بصدمة عنيفة لانها
    سوف تكون وحيدة في المنزل مع بناتها في مجتمع يسوده حكم الرجال,لقد عادت الوحدة تغمر نفسها وحياتها مرة أخري وأصبحت تشعر مجددا بنفس البرودة التي كانت تشعر بها في يديها وروحها في طفولتها في المدرسة.
    وأخذت الذكريات تتوالي فأنبرت تشيح عنها نحو الحاضروتمني النفس بحصول أولادها علي شهادات
    عالية من الخارج تكون كفيلة بتحسين وضعهم ,فلديها في الحياة الأجتماعية صور ونماذج متنوعة
    تحتوي علي كل الوحي والإلهام لمرأة مثلها.
    من فرط حبها لأخيها د.عبدالرحمن سمت ولدها علي أسمه ومن فرط حبه لها سمي ابنته مريم علي
    أسمها وكم كان يتوسم لها بحياة أفضل من التي هي عليها الأن فقد كانت شعلة من نشاط ومرح وتشبث
    لايوصف بالحياة وكل مايبهج فيها,يتخيلها الأن كوردة ذبلت قبل موعدها لأنها أعطيت لشخص لايعرف
    كيف يعتني بالورود ,أو كمن أعطي درة لفحام فلطخها بسخام فحمه فأطفأ بريقها.
    كان د.عبدالرحمن دائما يعاتب أبيه في نفسه علي موافقته علي زواج أخته من ذلك الفحام.
    لولا جلوس مريم الممتع مع أولادها وإنشغالها بتربيتهم لما استطاعت الصمود والحياة ,ومع ذلك
    فقد تغيرت عندها أمور كثيرة فهي لاتطيق الأن أن يؤلمها أو يزعجها أحد, كما إنها لا تعطي لأحد ثقتها
    كشأنها من قبل,إن في عنقها دين لأولادها الذين سيعانون طويلا من زواجها من وافد,فأصبح أولادها وافدين بالرغم من أن أمهم مواطنة تحمل كل الولاء والمحبة لوطنها وتتمني أن ينتسب أولادها الي هذا الوطن فهم لم يشاهدوا وطن ابيهم إلا عندما قرروا أن يدرسوا هناك,ولكنه القانون المجرد من كل عاطفة.
    في خضم الحياة التي لاترحم يتصارع الأبناء والأحفاد مع الحياة من أجل الرقي في المعيشة
    والتمتع بخيراتها كل علي طريقته التي يعدها هي المثلي علي غيرها ويحصل بعضهم علي الملاعق الخشبية والبعض الأخر علي الملاعق الذهبية,ولكنهم في الأخير ينصهرون في بوتقة واحدة هي
    بوتقة الترحم والتواصل وبر الوالدين والإحسان لهم دوما ,يرحم كبيرهم صغيرهم ويحترم صغيرهم
    كبيرهم ويساند غنيهم فقيرهم فهو يعرف بأن له حق معلوم في أمواله,وتمضي الحياة بالركب كله
    في طريق الحياة فالسعادة غاية الجميع اما السبيل اليها فمختلف بإختلاف الطبائع وتحريم الناس لها
    جعل الشوق لها يزيد ويحشد في القلوب الضغائن حتي لكأن الأنسان اليوم يتحرك فوق بركان ثائر
    وهو يمارس حياته اليومية ,بيد أن هذا الشئ لايأخذ من حياة الفرد إلا النزر القليل فيظل له عوزه
    للمجتمع الذي لايملؤه الغني والملاعق الذهبية ويزداد العوز له بشدة مع الملاعق الخشبية,فتظل
    له الأمه الجسمية والروحية التي تتجرع النفس مرارتها ووخزها بمالا يستطيع المال أن يخدره.
    يحاول د.عبدالرحمن أن يطرد فكرة تقدم أحد أبناء أخته مريم للزواج من إحدي بناته وإذا وافق هو حبا في مريم فهل توافق زوجته او أهل زوجته أو حتي أولاده ,وهل يتخطي أولاده في قرار زواج أخواتهم كما تخطاه والده في قرار زواج مريم فحصل ماحصل ,وهل يعيد التاريخ نفسه؟.
    والأن أعلم أنكم تنقمون علي جميعا لأنني لم أضف كلمة أخري تصف نهاية قصتي ولكنها بلا ريب
    حائمة في قلوبكم وتعرفونها وهي نهاية كل البشر علي أختلاف مشاربهم وملاعقهم,فهم يتركوها
    ويرحلون تاركين خلفهم كل زينتها.


    أنتهت
    أخوكم - ابن سينا.
    لفح الهواجر
    لفح الهواجر
    مشرف عام1
    مشرف عام1


    عدد المساهمات : 54
    تاريخ التسجيل : 28/10/2010
    العمر : 31

    ملعقة ذهب وملعقة خشب Empty رد

    مُساهمة  لفح الهواجر الخميس أغسطس 08, 2013 6:04 am

    قصة رائعة جداً ومشوقة,تقبل تحيتي وودي.

    أختك - لفح الهواجر

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 7:05 pm