الطائر الأخضر
كانت الساعة تقارب الخامسة مساءا عندما دق جرس الباب وفتحته الخادمة لتتسلم قفصا من الحديد مذهب به طائر وحيد من كناري الحب لونه أخضر,وكتب علي الورقة الملصقة به ,عندما تنظري الي هذا الطائر الذي يقبع وحيدا داخله ,اذكريني واذكري وحدتي.
أحست سوسن وهي طالبة في العشرين من عمرها في السنة الثانية كلية الأداب ,بالحركة عند الباب
فصاحت بالخادمة ,من عند الباب ياريحانة.
وردت الخادمة - هدية لك ياسيدتي لم يعلن عن صاحبها ,ومدفوع أجرها برسم التوصيل ويبدو أن مرسلها يعرف العنوان جيدا.
تخرج سوسن من حجرتها الي الصالة لتنظر في سر هذه الهدية المجهولة ,فتري الكناري الأخضر
الوحيد يجلس صامتا في داخل القفص.
تنظر اليه سوسن بعطف وتقول ,يبدو أن الوحدة جعلته ينسي الغناء والتغريد.
ضعيه ياريحانة في شرفة المنزل عند الزهور لعلها تنسيه وحدته فيطربنا ببعض تغريده وإلا أصبح
في الصباح تمر سوسن علي الكناري الوحيد مرور الكرام في الشرفة وتوصي ريحانة بالأهتمام به وتخرج مسرعة من باب الشقة ,فقد تأخرت في النهوض وهي تريد أن تلحق علي المحاضرة الأولي للدكتور محسن المكتئب دائما والذي قلما ينجو أحد من صراخه وأكتئابه إذاحضر متأخرا ولو لدقائق معدودة تصل سوسن الي الجامعة في الوقت المحدد فتجد صديقاتها يقفن عند باب القاعة في إنتظار العريس الدكتور كما يسمونه تهكما لشدة إهماله لهندامه,فتتحادث مع زميلاتها لبعض الوقت يأتي الدكتور محسن فيدلف الجميع الي القاعة مسرعا لسماع المحاضرة, تجلس سوسن في الصفوف الأمامية حتي لا يفوتها شئ من الدرس,ولكنها هذه المرة ولسبب مجهول لاتعرفه تجد نفسها تقارن بين إكتئاب وتوحد دمحسن وبين طائرها الأخضر في البيت وتقول في نفسها لو أنها أحضرت لطائرها وليفا مثل أنثي كناري صفراء تؤنس وحدته وأنثي جمياة شقراء للدكتور محسن فهل يكون هذا العمل كفيلا بإزالة الأكتئاب عنهما ويجعلهما يهتمان بمضهرهما؟ يلاحظ دمحسن شرود سوسن فيخاطبها- ياأنسة سوسن أين وصلنا في الدرس ؟فتجيب في هلع شديد عند الكناري الأخضر يادكتور,فتهتز القاعة من الضحك وكأنها تطرد كأبة محاضرة دمحسن من القاعة ويلاحظ الطلاب أنه يبتسم لأول مرة,متأكدة أنه لم يكن أصفر ياأنسة سوسن؟علي كل حال المحاضرة كلها ليس فيها شيئا عن الطيور,شكرا لك يمكنك الجلوس تنتهي المحاضرة فتهرول سوسن مسرعة الي خارج القاعة دون أن تنتظر أحدا من زميلاتها من شدة خجلها و تسرع متجهة الي الكافتيريا في أنتظار المحاضرة التي تليها ولتشرب فنجانا من القهوة في الأستراحة بين المحاضرتين وبشكل سريع يتبع ابن سينا
هدية عديمة الجدوي كصاحبها الذي لم يعلن عن أسمه عندما أرسلها,فتهز ريحانة رأسها بالإيجاب
وتذهب به الي الشرفة حيث تضعه هناك وتعلقه فوق الزهور.
بعد الأنتهاء من المحاضرات تغادر سوسن الي البيت وتجلس لتناول الطعام مع اسرتها
فيبادرها والدها بالسؤال عن الطائر الأخضر ومن أحضره ,فترد سوسن شخص لم يذكر أسمه وعنوانه ولما ارسله لي ,فيرد الأب وكيف تأخذي شئ لاتعرفين مصدره؟
سوسن-في الواقع ياأبي ريحانة أستلمته وعندما خرجت لأستفسر عن مصدره كان صاحب المحل قد غادر.
يصرخ الأب من علي طاولة الطعام ,ريحانة تعالي بسرعة .
تأتي ريحانة وقلبها قد وصل الي جوفها فهي تعرف ماذا يفعل الغضب بسيدها,نعم ياسيدي؟
الأب- منذ متي وانت تعملين عندنا؟
ريحانة- أربع سنوات ياسيدي ولكن لماذا؟
الأب- كيف تستلمين شيئا بدون الرجوع الي سيدتك وأستشارتها؟
ريحانة- لم يكن شيئا مهما,ولم يطلب من أحضره أية نقود,وهولايتعدي أن يكون عصفورا ياسيدي
ولم أظن أنه يستحق أن أزعج سيدتي من أجله.
الأب- متمتما... ماشاء اهسه يبدو أن سوسن تتعب في تدريسك .
سوسن- أبي.
الأب- حسنا يمكنك الأنصراف, وماذا ستفعلين معه ياسوسن,هل ستحتفظين به أم أهديه لأحد من اصدقائي وأوفر ثمن الهدية .
سوسن – أبي لا تمزح معي فأنا أريد الأحتفاظ به حتي أحل لغزه .
تأخذ سوسن الخادمة ريحانة الي غرفتها وتسألها علي إنفراد ,هل تعلمين مكان المحل الذي أحضر الطائر الأخضر(وحيد) فترد ريحانة بالإيجاب وهنا تطلب منها سوسن أن تدلها علي المكان وتترك الباقي عليها( تقول في نفسها طبعا),وتقرر أن تذهب بنفسها الي المحل للسؤال عن الشاب الذي بعث لها الكناري(وحيد)ولماذا خصها هي بالذات به من دون بنات الحي.
في المساء تكون سوسن قد استدلت علي مكان المحل,تدخل وتبادر صاحب المحل بالسؤال عن أنواع الطيور لتدخل بعدها الي سؤالها المهم,منذ مدة ارسلتم كناري الي بيت السيد جودت ,فيرد بسرعة ,نعم ولقد أستغربت وقتها كثير,وترد سوسن بحماس ولماذا؟
العامل بالمحل- طلب مني أن أخرج وليفته (الكناري الأخري )وأرسله وحيدا بالقفص الي العنوان.
يستدرك العامل- ولماذا كل هذه الأسئلة؟
سوسن-نظن أنه أرسل بالغلط ,ونخاف أن يكون لمناسبة مهمة فنفسد عليهم حلاوة المفاجأة.
العامل- لا ياسيدتي تأكدي أن الكناري لكم فقد بان علي الشاب أنه يعرف أسرتكم جيدا.
سوسن- هل تصفه لي؟
العامل- بكل سرور ياسيدتي, إنه شاب صغير السن لم يتعدي الخامسة والعشرون من عمره ,وسيم
ولكن لاتبدو عليه السعادة ويفضل الوحدة ومنطوي علي نفسه ولم يحب نكاتي ولم يضحك لها.
سوسن- ولاتعرف أسمه؟
العامل- لا ياسيدتي ,ولم يترك أي شئ يدل عليه.
العامل -يستدرك,أي خدمات أخري ياسيدتي,فلا بد من أن أخدم الزبون الذي دخل الأن.
سوسن-لا شكرا لك,وتهم خارجة من المحل بعد أن زادت حيرتها عن هذا الشاب المجهول ودوافعه من إرسال الكناري لها,تري هل يريد أن يوصل رسالة لها عن مدي وحدته بدونها ,هي لاتفهمها إلا بهذه الطريقة والمنطق لاينحني بها الا الي هذا المنحي .
سوسن (لنفسها) أنا لا أملك الوقت الكافي لحل الرموز والألغاز فالجامعة تأخذ جل وقتي؟
وتترك الموضوع لتنجلي أسراره مع الوقت.
تنسي سوسن موضوع الكناري لبعض الوقت وخصوصا أن الأمتحانات صارت علي الأبواب
ودماغ الأنسان لايستوعب المواضيع الا بحسب أهميتها فإن كان جائعا مثلا فلايفكر في شئ
أخر حتي يشبع,أولويات لاتتغيير أبدا تمشي مع الأنسان من المهد الي اللحد.
ولكنها وبدون أن تحس بدأت تتعلق بذلك الطائر كثيرا,تجلس معه تبثه همومها وتكلمه بصوت عالي أحيانا وتقول له ياطائري الأخضر قل لي ,لو فعلت كذا هل ستكون النتيجة أفضل وتنظر اليه,حتي إنها
خالته في أحد الأيام رد عليها بتغريدة صغيرة,أستمر بعدها بالتغريد لها كلما جلست إليه في الشرفة,
وكأنه بدأ يستأنس بها كما تستأنس به,فهي وإن كانت لاتستطيع الإفلات من صديقاتها في الجامعة ولا تجد الوقت الكافي لدروسها فإنها تحس بداخلها بوحشة كبيرة تعزوها لعدم إحساسها بالميل بالعاطفة أو مايسمونه بالحب لأي شاب حتي الأن علي الرغم من أنها غاربت علي الأنتهاء من الجامعة والحصول علي الشهادة الجامعية,جعلها هذا الشئ تفكر إذا ماكانت علي قدر بسيط من الجمال ولاحظت بأنها بدأت تجلس أكثر وتطيل الجلوس أمام المرأة تتأمل نفسها وتضع الدرجات في مدي أنوثتها,مرة ترتفع ومرات
كثيرة تنخفض فتعكر صفو حياتها ,فتهرع مسرعة الي طائرها الأخضرلتبثه همهاوتقول له يبو أن الذي أرسلك أسمه وحيد؟حقا لما ذالم أفكر في ذلك من قبل,سوف أبدأ بحثي من جديد عن هذا الوحيد.
تجلس سوسن في صالة المنزل مع والدتها فتسألها,هل لدينا أحد في العائلة أسمه وحيد في الشرينات أو الثلاثينات من عمره؟
تنظراليها الأم بأستغراب وهي تبتسم لتداري سرورها بسؤال أبنتها,فهي لم تكن مهتمة قبل اليوم بالعنصر الرجالي والسؤال عنهم حتي خالتها الأم أنها منقطعة للدراسة ومترهبنة في محرابها.
وترد الأم- الرجال في العائلة وبهذا العمر وهذا الأسم كثيرون هم في العائلة ياأبنتي.
سوسن - وهي تأخذ نفسا عميقا لتداري خيبة أملها,هاقد عدنا الي نقطة الصفر من جديد.
الأم - وقد لاحظت مايختلج في صدر ابنتها,أنا أستطيع أن أتحقق من الموضوع بنفسي إذا كان الأمر يهمك كثيرا؟
سوسن- نعم كثير جدا,وتقفز لتعطي أمها قبلة كبيرة حارة حتي تشد من عزمها وأهتمامها .
الأم - حسنا ياأبنتي ,والن أذهبي الي غرفتك وركزي علي دروسك .
تذهب سوسن الي غرفتها وتحاول النوم ولكن النوم يجافي عيونها ويطرده حيرتها في موضوعها
مع السيد المجهول وحيد.
في الصباح تستيقظ سوسن وهي متعبة فهي لم تنل كفايتها من النوم كما كانت تتمني وبعد أن تلبس ملابس الخروج للجامعة وتتهيأ لها تخرج الي صالة الطعام لتجلس مع والديها لتناول وجبة الأفطار
وبين ما هي تأكل إفطارها تسأل عن أخوها سالم الذي يدرس في أسكتلندا في بريطانيا الهندسة.
والدها -هو بخير وأحواله جيدة.
سوسن - تقول لنفسها -لو حصلت علي نفس البعثة الي بريطانيا لما وافق أبي علي سفري ولكنه عالم الرجال في مجتمعنا وسيظل كذلك الي أبد الأبدين.
والدها- وانت ماأخبار دراستك وفي أي صف صرت الأن.
سوسن- أبي لايجوز أن تسأل,إنها سنة التخرج بالنسبة لي.ولكنها بينها وبين نفسها تقول علي الأقل
فكر بي والدي ولو للحظة بدون أن يدخل أخي سالم فيقطع تفكيره في.
سوسن تستدرك ولما ياأبي تسأل؟
والدها - أخوك سالم لديه عريس لك .
تقفز الأم من كرسيها علي طاولة الأكل,صحيح هذا الكلام ياأبا سالم ؟
أبو سالم- وهل من عادتي أن أمزح في مثل هذه الأمور؟
سوسن- ابي أنا لاأفكر في الزواج قبل التخرج,وأسمح لي بالأنصراف الي الجامعة.
الأب -طبعا مازال الوقت مبكرا علي إتخاذ قرار كهذا الأن.
الأم بعد ماأنصرفت سوسن-لاعليك منها أكمل لي يارجل الموضوع.
أبو سالم- إنه زميل لسالم في الدراسة ولكنه يدرس هنا ولم يسافر مع سالم في بعثة ومازال يتواصل مع سالم ويتصل به من وقت الي أخر وفي أخر أتصال بينهما طلب يد سوسن منه وقد طلب منه سالم أن يتريث حتي يأتي سالم لقضاء العطلة الصيفية بيننافيتم التزاور بين العائلتين ويتم الأمر علي الطريقة الرسمية.
الأم- أرجو أن يكون لها نصيب فيه فقد كبرت البنت كما تعلم كما أن حظها في الجمال ليس كبير أو ملحوظ, وأرجو أن توافق عليه ولا تشغل بالها في أمور لافائدة منها.
الأب مستغربا- مثل ماذا؟
الأم -لاتشغل بالك ,وكلم سالم في أقرب فرصة لتعرف منه المزيد.
الأب- حسنا,حسنا ,يبدو أن تدابير النساء سوف تبدأ بالعمل من الأن,سوف أذهب الي عملي الأن.
الأم - رافقتك السلامة.
بالرغم من أن سوسن أبدت أمام والدها عدم أهتمامها بالموضوع الا أنه أخذ جل تفكيرها في قاعة الدرس فسرحت في أفكارها وراحت تتخيل شكله,هيئته,هل سيعجبها,ماهي ميوله,هل سيسمح لها والديها بفترة خطوبة كافية لتتعرف عليه أكثروراحت تغوص في هذه الأفكار تارة لتخرج منها تارة أخري علي صوت الدكتور وهو يشرح الدرس,وقد لاحظ د.محسن شرودها.
د.محسن- هل طائرك الأخضر مريض ياأنسة سوسن الي درجة تجعلك لاتركزين علي الدرس؟
سوسن- لا يادكتور هو بخير والحمدلله.
د.محسن- الحمد لله فهل نركز علي الدرس إذا.
سوسن- إن شاء اهلم يادكتور.
سوسن تفكر في داخلها -لو أستحوذ هذا الموضوع علي تفكيري فسوف أتغيب عن الدراسة وأتفادي إحراج د.محسن المتكرر لي,ولو أنه هذه المرة كان لطيفا جدا معي.
تذهب سوسن لزيارة خالتها بعد الجامعة,فعندها تفضفض بكل ماتريد أن تقوله عن مشاكلها فهي مستمعة جيدة وحنونة ولاتمل بسرعة,وهذه صفات تحبها سوسن في خالتها جدا.
سوسن- لخالتها -هل تعلمين أن أهلي لديهم عريس لي لم أشاهده من قبل وهم يقولون أنه صديق لسالم أخي ويعرفه جيدا ويعرف عائلته.
خالتها- وهل سيتزوجه سالم أم أنت؟
سوسن-وقد طربت لهذا الرد- أنك تقرأين أفكاري وحتي ترددي ياخالتي العزيزة.
الخالة- هل ضربت علي الوتر الحساس في الموضوع.
سوسن- نعم وأسمع صداه يتردد في نفسي ويعزف قلقا كبيرا لما سيحدث عندما تأخذ الأمور مأخذ الجد في هذا الموضوع,ولا أدري كيف سأتصرف؟
الخالة - أمامك ثلاثة شهور حتي تبتدأ العطلة الصيفية ويرجع أخوك سالم من بعثته لتراجعي نفسك وتوزنين الأمور مع نفسك,ولا أظن أن أحدا سوف يجبرك علي شئ أنت لاتريدين القيام به.
سوسن- أشعر بارتياح كبير عندما أزورك وأتحدث معك ياخالتي,وبعد أن تجلس عند خالتها لبعض الوقت تقبلها وتستأذنها في المغادرة.
الخالة - أريد أن أعرف الأخبار منك أولا بأول.
سوسن - طبعا ياخالتي,مع السلامة.
تغادر سوسن وتقفل راجعة الي منزلها وتعرج عند دخولها علي طائرها الأخضر,تجلس أمامه وتقول له,ياكناري الحب مارأيك في مايحصل ,هل يمكن أن يتكون حب هكذا من المجهول,وهل لو تركت القفص مفتوحا لك علي أن تعاهدني الأ تغادر,فهل ستأتي عصفورة كناري من المجهول فتسكن معك في القفص وتأنس وحشتك,أم تراهاسوف تستغل وحشتك ووحدتك فتأخذ منك القفص وتحتله غير أبهة بك وبحاجتك فتكون كمن هرب من الرمضاء الي النارفتزيد عذابك بدلا من أن ترحمك.
تقرر سوسن أن تشتري طائر كناري لتضعه مع طائرها وحيد فتذهب بعد أن تنهي دراستها في الجامعة الي محل الطيور القريب من منزلهم لتشتريه .
تدخل سوسن المحل وتبدأ حديثها مع البائع- هل تذكرني؟
البائع -نعم ياسيدتي,أريد لطائري الذي في البيت طائر أخر معه.
البائع -الكناري الأخضر
سوسن-نعم
البائع -تقصدين وليفة فهو رجل.
سوسن -حسنا كما تحب أن تسميه.
البائع - وقد تذكر شيئا فجأة وعلي عجالة,سيدتي الم تسألي من قبل علي صاحب الكناري.
سوسن- تحس بأن قلبها يقفز من مكانه,اخيرا,أهو موجود هنا في المحل؟
البائع-نعم ياسيدتي, إنه الشاب الذي يقف في زاوية المحل هناك.
سوسن - لا تخبره شيئا عن الموضوع فسوف أذهب للأستفسار منه عن الطائر.
البائع -كما تحبين ,لك ذلك ياسيدتي.
سوسن تذهب الي زاوية المحل حيث يقف الشاب,الأستاذ وحيد؟
الشاب - بأستغراب ,تعرفين أسمي ياأنسة ؟
سوسن- بعد أن تأكدت من ظنها,ماقصة الكناري الأخضر ياأستاذ وحيد؟
وحيد -يتعلثم كعادته قبل أن يرد,هل أنت أخت صديقي سالم؟
سوسن- في داخلها,هل هذا العريس؟إن كان كذلك فهو يحتاج الي مجهود جبار حتي يمكنها أن تحصل منه علي بعض الرومانسية التي تحلم في أن تكون في عريس المستقبل,وترد هي أنا.
وحيد - هذا الطائر يخص أخيك سالم وقد كان يضعه عندي لأنه كان يحب الطيور ووالدك كما يبدو لا يقبل بها بالمنزل وعندما سافر طلب مني أن أرجعها بهذه الطريقة,والتي حسب ماأعتقد نجحت ومازلتم تحتفظون بالطير.
سوسن - بأمتعاض,تعم,وأنا التي خلقت منها قصور في الخيال(في نفسها),سررت بمعرفتك أستاذ وحيد
وحيد -متمتما كعادته بخجل وأنا أكثر ياأنسة سوسن وتغادر المكان بعد أن تأخذ وليفة الكناري الأخضر
في كيس مثقب من الورق.
في المنزل تضع الكناري الصفراء مع وحيد علها تؤنس وحشته إن كان محظوظا أو أن تحتل عليه خلوته وقصره المجيد إن كان قليل الحظ مثلها,فالطيور علي أشكالها تقع.
يتبع.......................ابن سينا.
كانت الساعة تقارب الخامسة مساءا عندما دق جرس الباب وفتحته الخادمة لتتسلم قفصا من الحديد مذهب به طائر وحيد من كناري الحب لونه أخضر,وكتب علي الورقة الملصقة به ,عندما تنظري الي هذا الطائر الذي يقبع وحيدا داخله ,اذكريني واذكري وحدتي.
أحست سوسن وهي طالبة في العشرين من عمرها في السنة الثانية كلية الأداب ,بالحركة عند الباب
فصاحت بالخادمة ,من عند الباب ياريحانة.
وردت الخادمة - هدية لك ياسيدتي لم يعلن عن صاحبها ,ومدفوع أجرها برسم التوصيل ويبدو أن مرسلها يعرف العنوان جيدا.
تخرج سوسن من حجرتها الي الصالة لتنظر في سر هذه الهدية المجهولة ,فتري الكناري الأخضر
الوحيد يجلس صامتا في داخل القفص.
تنظر اليه سوسن بعطف وتقول ,يبدو أن الوحدة جعلته ينسي الغناء والتغريد.
ضعيه ياريحانة في شرفة المنزل عند الزهور لعلها تنسيه وحدته فيطربنا ببعض تغريده وإلا أصبح
في الصباح تمر سوسن علي الكناري الوحيد مرور الكرام في الشرفة وتوصي ريحانة بالأهتمام به وتخرج مسرعة من باب الشقة ,فقد تأخرت في النهوض وهي تريد أن تلحق علي المحاضرة الأولي للدكتور محسن المكتئب دائما والذي قلما ينجو أحد من صراخه وأكتئابه إذاحضر متأخرا ولو لدقائق معدودة تصل سوسن الي الجامعة في الوقت المحدد فتجد صديقاتها يقفن عند باب القاعة في إنتظار العريس الدكتور كما يسمونه تهكما لشدة إهماله لهندامه,فتتحادث مع زميلاتها لبعض الوقت يأتي الدكتور محسن فيدلف الجميع الي القاعة مسرعا لسماع المحاضرة, تجلس سوسن في الصفوف الأمامية حتي لا يفوتها شئ من الدرس,ولكنها هذه المرة ولسبب مجهول لاتعرفه تجد نفسها تقارن بين إكتئاب وتوحد دمحسن وبين طائرها الأخضر في البيت وتقول في نفسها لو أنها أحضرت لطائرها وليفا مثل أنثي كناري صفراء تؤنس وحدته وأنثي جمياة شقراء للدكتور محسن فهل يكون هذا العمل كفيلا بإزالة الأكتئاب عنهما ويجعلهما يهتمان بمضهرهما؟ يلاحظ دمحسن شرود سوسن فيخاطبها- ياأنسة سوسن أين وصلنا في الدرس ؟فتجيب في هلع شديد عند الكناري الأخضر يادكتور,فتهتز القاعة من الضحك وكأنها تطرد كأبة محاضرة دمحسن من القاعة ويلاحظ الطلاب أنه يبتسم لأول مرة,متأكدة أنه لم يكن أصفر ياأنسة سوسن؟علي كل حال المحاضرة كلها ليس فيها شيئا عن الطيور,شكرا لك يمكنك الجلوس تنتهي المحاضرة فتهرول سوسن مسرعة الي خارج القاعة دون أن تنتظر أحدا من زميلاتها من شدة خجلها و تسرع متجهة الي الكافتيريا في أنتظار المحاضرة التي تليها ولتشرب فنجانا من القهوة في الأستراحة بين المحاضرتين وبشكل سريع يتبع ابن سينا
هدية عديمة الجدوي كصاحبها الذي لم يعلن عن أسمه عندما أرسلها,فتهز ريحانة رأسها بالإيجاب
وتذهب به الي الشرفة حيث تضعه هناك وتعلقه فوق الزهور.
بعد الأنتهاء من المحاضرات تغادر سوسن الي البيت وتجلس لتناول الطعام مع اسرتها
فيبادرها والدها بالسؤال عن الطائر الأخضر ومن أحضره ,فترد سوسن شخص لم يذكر أسمه وعنوانه ولما ارسله لي ,فيرد الأب وكيف تأخذي شئ لاتعرفين مصدره؟
سوسن-في الواقع ياأبي ريحانة أستلمته وعندما خرجت لأستفسر عن مصدره كان صاحب المحل قد غادر.
يصرخ الأب من علي طاولة الطعام ,ريحانة تعالي بسرعة .
تأتي ريحانة وقلبها قد وصل الي جوفها فهي تعرف ماذا يفعل الغضب بسيدها,نعم ياسيدي؟
الأب- منذ متي وانت تعملين عندنا؟
ريحانة- أربع سنوات ياسيدي ولكن لماذا؟
الأب- كيف تستلمين شيئا بدون الرجوع الي سيدتك وأستشارتها؟
ريحانة- لم يكن شيئا مهما,ولم يطلب من أحضره أية نقود,وهولايتعدي أن يكون عصفورا ياسيدي
ولم أظن أنه يستحق أن أزعج سيدتي من أجله.
الأب- متمتما... ماشاء اهسه يبدو أن سوسن تتعب في تدريسك .
سوسن- أبي.
الأب- حسنا يمكنك الأنصراف, وماذا ستفعلين معه ياسوسن,هل ستحتفظين به أم أهديه لأحد من اصدقائي وأوفر ثمن الهدية .
سوسن – أبي لا تمزح معي فأنا أريد الأحتفاظ به حتي أحل لغزه .
تأخذ سوسن الخادمة ريحانة الي غرفتها وتسألها علي إنفراد ,هل تعلمين مكان المحل الذي أحضر الطائر الأخضر(وحيد) فترد ريحانة بالإيجاب وهنا تطلب منها سوسن أن تدلها علي المكان وتترك الباقي عليها( تقول في نفسها طبعا),وتقرر أن تذهب بنفسها الي المحل للسؤال عن الشاب الذي بعث لها الكناري(وحيد)ولماذا خصها هي بالذات به من دون بنات الحي.
في المساء تكون سوسن قد استدلت علي مكان المحل,تدخل وتبادر صاحب المحل بالسؤال عن أنواع الطيور لتدخل بعدها الي سؤالها المهم,منذ مدة ارسلتم كناري الي بيت السيد جودت ,فيرد بسرعة ,نعم ولقد أستغربت وقتها كثير,وترد سوسن بحماس ولماذا؟
العامل بالمحل- طلب مني أن أخرج وليفته (الكناري الأخري )وأرسله وحيدا بالقفص الي العنوان.
يستدرك العامل- ولماذا كل هذه الأسئلة؟
سوسن-نظن أنه أرسل بالغلط ,ونخاف أن يكون لمناسبة مهمة فنفسد عليهم حلاوة المفاجأة.
العامل- لا ياسيدتي تأكدي أن الكناري لكم فقد بان علي الشاب أنه يعرف أسرتكم جيدا.
سوسن- هل تصفه لي؟
العامل- بكل سرور ياسيدتي, إنه شاب صغير السن لم يتعدي الخامسة والعشرون من عمره ,وسيم
ولكن لاتبدو عليه السعادة ويفضل الوحدة ومنطوي علي نفسه ولم يحب نكاتي ولم يضحك لها.
سوسن- ولاتعرف أسمه؟
العامل- لا ياسيدتي ,ولم يترك أي شئ يدل عليه.
العامل -يستدرك,أي خدمات أخري ياسيدتي,فلا بد من أن أخدم الزبون الذي دخل الأن.
سوسن-لا شكرا لك,وتهم خارجة من المحل بعد أن زادت حيرتها عن هذا الشاب المجهول ودوافعه من إرسال الكناري لها,تري هل يريد أن يوصل رسالة لها عن مدي وحدته بدونها ,هي لاتفهمها إلا بهذه الطريقة والمنطق لاينحني بها الا الي هذا المنحي .
سوسن (لنفسها) أنا لا أملك الوقت الكافي لحل الرموز والألغاز فالجامعة تأخذ جل وقتي؟
وتترك الموضوع لتنجلي أسراره مع الوقت.
تنسي سوسن موضوع الكناري لبعض الوقت وخصوصا أن الأمتحانات صارت علي الأبواب
ودماغ الأنسان لايستوعب المواضيع الا بحسب أهميتها فإن كان جائعا مثلا فلايفكر في شئ
أخر حتي يشبع,أولويات لاتتغيير أبدا تمشي مع الأنسان من المهد الي اللحد.
ولكنها وبدون أن تحس بدأت تتعلق بذلك الطائر كثيرا,تجلس معه تبثه همومها وتكلمه بصوت عالي أحيانا وتقول له ياطائري الأخضر قل لي ,لو فعلت كذا هل ستكون النتيجة أفضل وتنظر اليه,حتي إنها
خالته في أحد الأيام رد عليها بتغريدة صغيرة,أستمر بعدها بالتغريد لها كلما جلست إليه في الشرفة,
وكأنه بدأ يستأنس بها كما تستأنس به,فهي وإن كانت لاتستطيع الإفلات من صديقاتها في الجامعة ولا تجد الوقت الكافي لدروسها فإنها تحس بداخلها بوحشة كبيرة تعزوها لعدم إحساسها بالميل بالعاطفة أو مايسمونه بالحب لأي شاب حتي الأن علي الرغم من أنها غاربت علي الأنتهاء من الجامعة والحصول علي الشهادة الجامعية,جعلها هذا الشئ تفكر إذا ماكانت علي قدر بسيط من الجمال ولاحظت بأنها بدأت تجلس أكثر وتطيل الجلوس أمام المرأة تتأمل نفسها وتضع الدرجات في مدي أنوثتها,مرة ترتفع ومرات
كثيرة تنخفض فتعكر صفو حياتها ,فتهرع مسرعة الي طائرها الأخضرلتبثه همهاوتقول له يبو أن الذي أرسلك أسمه وحيد؟حقا لما ذالم أفكر في ذلك من قبل,سوف أبدأ بحثي من جديد عن هذا الوحيد.
تجلس سوسن في صالة المنزل مع والدتها فتسألها,هل لدينا أحد في العائلة أسمه وحيد في الشرينات أو الثلاثينات من عمره؟
تنظراليها الأم بأستغراب وهي تبتسم لتداري سرورها بسؤال أبنتها,فهي لم تكن مهتمة قبل اليوم بالعنصر الرجالي والسؤال عنهم حتي خالتها الأم أنها منقطعة للدراسة ومترهبنة في محرابها.
وترد الأم- الرجال في العائلة وبهذا العمر وهذا الأسم كثيرون هم في العائلة ياأبنتي.
سوسن - وهي تأخذ نفسا عميقا لتداري خيبة أملها,هاقد عدنا الي نقطة الصفر من جديد.
الأم - وقد لاحظت مايختلج في صدر ابنتها,أنا أستطيع أن أتحقق من الموضوع بنفسي إذا كان الأمر يهمك كثيرا؟
سوسن- نعم كثير جدا,وتقفز لتعطي أمها قبلة كبيرة حارة حتي تشد من عزمها وأهتمامها .
الأم - حسنا ياأبنتي ,والن أذهبي الي غرفتك وركزي علي دروسك .
تذهب سوسن الي غرفتها وتحاول النوم ولكن النوم يجافي عيونها ويطرده حيرتها في موضوعها
مع السيد المجهول وحيد.
في الصباح تستيقظ سوسن وهي متعبة فهي لم تنل كفايتها من النوم كما كانت تتمني وبعد أن تلبس ملابس الخروج للجامعة وتتهيأ لها تخرج الي صالة الطعام لتجلس مع والديها لتناول وجبة الأفطار
وبين ما هي تأكل إفطارها تسأل عن أخوها سالم الذي يدرس في أسكتلندا في بريطانيا الهندسة.
والدها -هو بخير وأحواله جيدة.
سوسن - تقول لنفسها -لو حصلت علي نفس البعثة الي بريطانيا لما وافق أبي علي سفري ولكنه عالم الرجال في مجتمعنا وسيظل كذلك الي أبد الأبدين.
والدها- وانت ماأخبار دراستك وفي أي صف صرت الأن.
سوسن- أبي لايجوز أن تسأل,إنها سنة التخرج بالنسبة لي.ولكنها بينها وبين نفسها تقول علي الأقل
فكر بي والدي ولو للحظة بدون أن يدخل أخي سالم فيقطع تفكيره في.
سوسن تستدرك ولما ياأبي تسأل؟
والدها - أخوك سالم لديه عريس لك .
تقفز الأم من كرسيها علي طاولة الأكل,صحيح هذا الكلام ياأبا سالم ؟
أبو سالم- وهل من عادتي أن أمزح في مثل هذه الأمور؟
سوسن- ابي أنا لاأفكر في الزواج قبل التخرج,وأسمح لي بالأنصراف الي الجامعة.
الأب -طبعا مازال الوقت مبكرا علي إتخاذ قرار كهذا الأن.
الأم بعد ماأنصرفت سوسن-لاعليك منها أكمل لي يارجل الموضوع.
أبو سالم- إنه زميل لسالم في الدراسة ولكنه يدرس هنا ولم يسافر مع سالم في بعثة ومازال يتواصل مع سالم ويتصل به من وقت الي أخر وفي أخر أتصال بينهما طلب يد سوسن منه وقد طلب منه سالم أن يتريث حتي يأتي سالم لقضاء العطلة الصيفية بيننافيتم التزاور بين العائلتين ويتم الأمر علي الطريقة الرسمية.
الأم- أرجو أن يكون لها نصيب فيه فقد كبرت البنت كما تعلم كما أن حظها في الجمال ليس كبير أو ملحوظ, وأرجو أن توافق عليه ولا تشغل بالها في أمور لافائدة منها.
الأب مستغربا- مثل ماذا؟
الأم -لاتشغل بالك ,وكلم سالم في أقرب فرصة لتعرف منه المزيد.
الأب- حسنا,حسنا ,يبدو أن تدابير النساء سوف تبدأ بالعمل من الأن,سوف أذهب الي عملي الأن.
الأم - رافقتك السلامة.
بالرغم من أن سوسن أبدت أمام والدها عدم أهتمامها بالموضوع الا أنه أخذ جل تفكيرها في قاعة الدرس فسرحت في أفكارها وراحت تتخيل شكله,هيئته,هل سيعجبها,ماهي ميوله,هل سيسمح لها والديها بفترة خطوبة كافية لتتعرف عليه أكثروراحت تغوص في هذه الأفكار تارة لتخرج منها تارة أخري علي صوت الدكتور وهو يشرح الدرس,وقد لاحظ د.محسن شرودها.
د.محسن- هل طائرك الأخضر مريض ياأنسة سوسن الي درجة تجعلك لاتركزين علي الدرس؟
سوسن- لا يادكتور هو بخير والحمدلله.
د.محسن- الحمد لله فهل نركز علي الدرس إذا.
سوسن- إن شاء اهلم يادكتور.
سوسن تفكر في داخلها -لو أستحوذ هذا الموضوع علي تفكيري فسوف أتغيب عن الدراسة وأتفادي إحراج د.محسن المتكرر لي,ولو أنه هذه المرة كان لطيفا جدا معي.
تذهب سوسن لزيارة خالتها بعد الجامعة,فعندها تفضفض بكل ماتريد أن تقوله عن مشاكلها فهي مستمعة جيدة وحنونة ولاتمل بسرعة,وهذه صفات تحبها سوسن في خالتها جدا.
سوسن- لخالتها -هل تعلمين أن أهلي لديهم عريس لي لم أشاهده من قبل وهم يقولون أنه صديق لسالم أخي ويعرفه جيدا ويعرف عائلته.
خالتها- وهل سيتزوجه سالم أم أنت؟
سوسن-وقد طربت لهذا الرد- أنك تقرأين أفكاري وحتي ترددي ياخالتي العزيزة.
الخالة- هل ضربت علي الوتر الحساس في الموضوع.
سوسن- نعم وأسمع صداه يتردد في نفسي ويعزف قلقا كبيرا لما سيحدث عندما تأخذ الأمور مأخذ الجد في هذا الموضوع,ولا أدري كيف سأتصرف؟
الخالة - أمامك ثلاثة شهور حتي تبتدأ العطلة الصيفية ويرجع أخوك سالم من بعثته لتراجعي نفسك وتوزنين الأمور مع نفسك,ولا أظن أن أحدا سوف يجبرك علي شئ أنت لاتريدين القيام به.
سوسن- أشعر بارتياح كبير عندما أزورك وأتحدث معك ياخالتي,وبعد أن تجلس عند خالتها لبعض الوقت تقبلها وتستأذنها في المغادرة.
الخالة - أريد أن أعرف الأخبار منك أولا بأول.
سوسن - طبعا ياخالتي,مع السلامة.
تغادر سوسن وتقفل راجعة الي منزلها وتعرج عند دخولها علي طائرها الأخضر,تجلس أمامه وتقول له,ياكناري الحب مارأيك في مايحصل ,هل يمكن أن يتكون حب هكذا من المجهول,وهل لو تركت القفص مفتوحا لك علي أن تعاهدني الأ تغادر,فهل ستأتي عصفورة كناري من المجهول فتسكن معك في القفص وتأنس وحشتك,أم تراهاسوف تستغل وحشتك ووحدتك فتأخذ منك القفص وتحتله غير أبهة بك وبحاجتك فتكون كمن هرب من الرمضاء الي النارفتزيد عذابك بدلا من أن ترحمك.
تقرر سوسن أن تشتري طائر كناري لتضعه مع طائرها وحيد فتذهب بعد أن تنهي دراستها في الجامعة الي محل الطيور القريب من منزلهم لتشتريه .
تدخل سوسن المحل وتبدأ حديثها مع البائع- هل تذكرني؟
البائع -نعم ياسيدتي,أريد لطائري الذي في البيت طائر أخر معه.
البائع -الكناري الأخضر
سوسن-نعم
البائع -تقصدين وليفة فهو رجل.
سوسن -حسنا كما تحب أن تسميه.
البائع - وقد تذكر شيئا فجأة وعلي عجالة,سيدتي الم تسألي من قبل علي صاحب الكناري.
سوسن- تحس بأن قلبها يقفز من مكانه,اخيرا,أهو موجود هنا في المحل؟
البائع-نعم ياسيدتي, إنه الشاب الذي يقف في زاوية المحل هناك.
سوسن - لا تخبره شيئا عن الموضوع فسوف أذهب للأستفسار منه عن الطائر.
البائع -كما تحبين ,لك ذلك ياسيدتي.
سوسن تذهب الي زاوية المحل حيث يقف الشاب,الأستاذ وحيد؟
الشاب - بأستغراب ,تعرفين أسمي ياأنسة ؟
سوسن- بعد أن تأكدت من ظنها,ماقصة الكناري الأخضر ياأستاذ وحيد؟
وحيد -يتعلثم كعادته قبل أن يرد,هل أنت أخت صديقي سالم؟
سوسن- في داخلها,هل هذا العريس؟إن كان كذلك فهو يحتاج الي مجهود جبار حتي يمكنها أن تحصل منه علي بعض الرومانسية التي تحلم في أن تكون في عريس المستقبل,وترد هي أنا.
وحيد - هذا الطائر يخص أخيك سالم وقد كان يضعه عندي لأنه كان يحب الطيور ووالدك كما يبدو لا يقبل بها بالمنزل وعندما سافر طلب مني أن أرجعها بهذه الطريقة,والتي حسب ماأعتقد نجحت ومازلتم تحتفظون بالطير.
سوسن - بأمتعاض,تعم,وأنا التي خلقت منها قصور في الخيال(في نفسها),سررت بمعرفتك أستاذ وحيد
وحيد -متمتما كعادته بخجل وأنا أكثر ياأنسة سوسن وتغادر المكان بعد أن تأخذ وليفة الكناري الأخضر
في كيس مثقب من الورق.
في المنزل تضع الكناري الصفراء مع وحيد علها تؤنس وحشته إن كان محظوظا أو أن تحتل عليه خلوته وقصره المجيد إن كان قليل الحظ مثلها,فالطيور علي أشكالها تقع.
يتبع.......................ابن سينا.