Admin الأحد سبتمبر 25, 2011 3:16 am
كان عبدالرحمن يحب والديه ولايعصي لهم أمرا وكذلك الحال مع أخوته وأنسبائه أزواج أخواته عبدالله زوج حصة
وعثمان زوج مريم وعبدالعزيز زوج ليلي وخصوصا الجازي التي لم يحالفها الحظ بالزواج وزاد الأمر سوءا إصابة
عينيها بمرض التراخوما الذي كان منتشرا بكثرة في الكويت في ذلك الوقت فأصبحت بالكاد تري طريقها من كثرة العتمات التي سببها هذا المرض
في قرنية عينيها فأصبحت تحتاج المساعدة من الجميع في تنظيم حياتها وحملها علي كفوف الراحة لتعويضها واالتخفيف عنها لتعويضها عما
أصابها من حزن علي فقدان نعمة البصر.
أصبح عبدالرحمن شابا يافعا يشارك أباه في تجارته ويتعلم منه مايفيده في فن التجارة حتي اصبح محترفا بها وبقيت فكرة تزوجيه من صالحة
أخت عبدالله باقية في رأس عبدالله زوج أخته حصةحتي أتي يوم لم يحتمل فيه عبدالله السكوت وفاتح عمه جاسم بالأمر وبأن عبدالرحمن بات
كبيرا ولابد له من الزواج في اسرع وقت.
العم جاسم وهو يدري بما يدور في خلد عبداله وتفكيره ؟عليك بالبحث له عن عروس إذا ماأردت تزوجيه أو ليس هو صديقك؟
عبدالله - العروس موجودة ولن تجد أحسن من عبدالرحمن زوجا لها ياعمي؟
العم جاسم وهو يتحاذق علي عبدالله ,ومن تراها تكون ياعبدالله؟
عبدالله -أختي صالحة ياعم جاسم وأنت تعرفها خير المعرفة فقد تربت بينكم .
العم جاسم -نعم والله,صالحة بنت جميلة ومؤدبة ويكفي أنها ابنة الحاج عثمان وأختك ياعبدالله.
عبدالله -شكرا ياعمي وعسي الله أن يكتب لها نصيب مع عبدالرحمن وتصبح زوجته.
العم جاسم - لابأس أترك الموضوع لي حتي أري رأي عبدالرحمن وأكلمه فيه وإن شاء الله يكون فيه الخير للجميع.
ترك العم جاسم البباب مفتوحا للأعتذار لعبدالله في أي وقت يري فيه أن أبنه عبدالرحمن لايميل الي الإرتباط بصالحة أخت عبدالله
أو إنها لاتكون المرأة التي سيختارها عبدالرحمن لتكون شريكة حياته علي الرغم من معرفته الكاملة بأبنه عبدالرحمن ومدي محبته
لأنسبائه وخصوصا عبدالله الذي يحمل له معزة خاصة لايعرف هو سببا لها.
يكون للعم جاسم ماأراد فبعد مفاتحة أبنه عبدالرحمن بخصوص صالحة يطلب منه عبدالرحمن فرصة للتفكير في الموضوع
وعندما يستيقظ عبد الرحمن في الهزيع الأخير من الليل علي صوت الأذان الأول لصلاة الصبح ينهض من فراشه ويفتح كوة
من كوة غرفته فيطل منها علي الفضاء المنبسط أمامه وقد أشتملت أقاصيه بالظلام الدامس ويذهب في تفكير عميق بما قاله له
والده بخصوص صالحة وبأنها أخت صديقه وحبيبه ونسيبه عبدالله الذي يعزه معزة كبيرة فلما لايكمل هذه المعزة بأن يكون
زوج أخته كما هو الأن زوج أخته ويقرر أن يفاتح والده بموافقته حالما يراه في الصباح علي مائدة الإفطار.
بعد صلاة الفجر شعر عبدالرحمن بتيارمن ريح الشتاء البليلة يتسرب الي الغرفة فأصلح حال قميصه وعاد الي النوم حتي الصباح.
في الصباح يهرع عبدالرحمن الي مائدة الفطور قبل الجميع وتستغرب منه أمه هذا الفعل ولكن والده لاينكر عليه ذلك فهو يعلم مدي
أستعجاله ليعلمه بالموافقة علي زواجه من صالحة.
يتناول الجميع طعام الإفطار ويخبر عبدالرحمن والده بما في نفسه فيسارع العم جاسم في الصباح الي الذهاب الي دكان الحاج عثمان
ليطلب منه يد أبنته صالحة الي ولده عبدالرحمن بحضور عبدالله ولده الذي يسارع بطبع قبلة علي رأس العم جاسم ويعلن موافقته قبل
أبيه وذلك لشدة فرحه ولكن العم جاسم يريد أن يسمعها منه فيرد الحاج عثمان هي أبنتك فلفها بعباءتها وخذها لبيتك.
تنتقل صالحة الي بيت العم جاسم بعد عرس بهيج لتقيم فيه مع زوجها عبدالرحمن فنادرا ماكان الأولاد يغادرون بيت والدهم بعد
الزواج في ذلك الزمان لتسكن مع والده ووالدته وأخته الجازي التي تحس بغيرة كبيرة لوجودها في المنزل وأستحواذها علي تفكير
ووقت عبدالرحمن الذي كان يخصصه كله في السابق لهاولكنها لاتبين ذلك أبدا لأخيها عبدالرحمن وتهنئه دائما علي حسن أختياره
وتمدح له في عروسه.
مرت الأيام تتري علي صالحة وعبدالرحمن وهم بسعادة وهناء حتي جاء اليوم الذي زفت به صالحة خبر حملها لطفلهم الأول فكاد
عبدالرحمن أن يطير من الفرح وظل ينتظر الفرحة الكبري عندما تأتيه بالولد الذي ينتظره هو وجده العم جاسم.
كان عبدالله أخو صالحة يغار جدا علي زوجته حصة وبصورة غير طبيعية وكان كلما حضر عدد من رجال العائلة لزيارة العم جاسم
يؤشر لها بيده لتلحقه فيخرج بها من عندهم بأي عذر وماكان من العم جاسم إلا أن يضحك مع عبدالرحمن وزوجته صالحة ويقول
لصالحة قولي لأخيك عبدالله بأن يخفف من غيرته علي حصة وإلا فإن المسكينة سوف تفقد عقلها منه أجلا أم عاجلا وتضحك صالحة
وتقول له دعهم علي ماتعودوا عليه ومادامت لاتشتكي فهي تحب منه ذلك وستغضب منه لو توقف عن ذلك وتحسبه قد بدأ يقلل من
حبه وغيرته عليها ,يعجب العم جاسم من هدوء وحسن تفكير صالحة ويحمد الله أنها صارت من نصيب ولده عبدالرحمن.نعود الي الجازي التي كانت شديدة الغيرة علي أخيها عبدالرحمن من زوجته صالحة وكانت لاتتركها تدير المنزل كما تريد بالرغم من ضعف بصرها وإشفاق صالحة عليها وخوفها من أن تتعثر أو أن تحرق نفسها وأيديها في المطبخ وهي تصر علي عمل كل شئ بنفسها ورغم صعوبة الأمر لم تجرح صالحة الجازي أبدا ولم تردد علي مسامعها أنها لاتبصر جيدا بل كانت تأخذها بكل أسباب الحيلة التي تقدر عليها حتي تليها وتكمل الطعام وتكمل تنظيف المنزل ولاتهتم عندما تسارع الجازي الي أخوها عبدالرحمن عند رجوعه من العمل لتخبره بأنها هي التي قامت بكل أعمال المنزل حتي تترك العروسة الجديدة ترتاح وبرغم مغرفة عبدالرحمن بأن صالحة هي من قامت بكل شئ فإنه يسرع الي تقبيل رأس أخته الجازي ويقول لها بارك الله فيك لاأدري ماذا كنا نفعل لو لم تكوني معنا فتهرول مسرعة من أمامه وهي في غاية السعادة والفرح وهو في غاية الحزن عليها وعلي حالها وأحيانا تأخذه العبرة فيمسح دموعه قبل الدخول الي صالحة حتي لاتلاحظ ذلك عليه ولكنها بفطنتها كانت تعرف زوجها جيدا حتي أنها لتعرف ماإذا كان قد قابل الجازي لحظة دخوله أم لا من قسمات وجهه.
عندما تجلس الجازي مع عبدالرحمن وصالحة يومأ عبدالرحمن لصالحة ويقول ياأختي العزيزة تذكري أنك أنت مدبرة هذا المنزل ونحن لانستغني عنك أبدا فتضحك الجازي وتستدير بوجهها لترمق صالحة بنظرة سريعة ولكن كم من الكلام اللطيف والمجاملة تحتاجه الجازي لتخرج من محنة الظلام الدامس الذي أصابها من جراء التهاب عينيها بجرثومة التراخوما المقيته وهي مازالت صغيرة.
كانت صالحة تطلب دائما من عبدالرحمن ألا يغضب من أخته الجازي بسببها وأن يرعاها بما يرضي الله فقلبها معلق به وكيف لا وهو أخوها الوحيد وتذكره بأنه لو زاد عليها فتزيد من مشاكلها معها فغدا عندما نرزق بأولاد فسوف تلهو معهم وسيشغلون الكثير من الفراغ الذي تشعر به وكأن صالحة عندما قالت ذلك كانت تستشف المستقبل وماسيحدث به ولكنها بالرغم من ذلك لاتعلم الغيب فلا يعلم الغيب غيره سبحانه وتعالي ولكنه تخمين منها قد يصيب وقد يخيب ولكنه سيعطي عبدالرحمن فرصة ليكون أكثر ترفقا بأخته الجازي وهذا ماتريده صالحة في الوقت الحاضر علي الأقل ولذلك أطلقته علي سجيته من غير لف ولادوران.
كان ذلك اليوم فاصلا في حياة عبدالرحمن أصبح بعده لايفكر إلا في صالحة ولايجد الأنس إلا في مجلسها فنشأ بينهما حب قوي يزداد قوة يوم بعد يوم وحليت الحياة بعينه وأصبح يجد لها معاني لم تخطر بباله يوما فأصبح يراها بعين غير العين التي كان يراها بها فأصبح كثير العطف عليها والعذر لها وتفتح قلبه للعشق وأصبح يهتز له ويقول المرة بعد المرة لاتوجد سعادة لي وصالحة بعيدة عني وليست بقربي ولكنه كان دائما يتحاشي ذكر ذلك لصالحة أمام الجازي.
بعد أن صلت الصبح وحلبت اللبن وكان ذلك قبل شروق الشمس وكانت غداة باردة من أيام الشتاء التي تمتاز بها الكويت بالرغم من الحر الشديد الذي تشهده بالصيف ولكن هذا هو مناخ الصحراء وقد تعلمت ذلك في كنف بيت أهلها الصالح حيث علمتها أمها سورا من القرأن الكريم لتحفظها وشددت عليها بموضوع إحترام زوجها وتنفيذ أوامره والسهر علي راحته وصالحة والحق يقال لم تدخر وسعا في ذلك فقد كانت صالحة من صغرها صبيحة الوجه فصيحة اللسان حلوة الحديث متوقدة الذهن تميل الي الدعابة والنكته وكانت جميلة الصوت وفي صوتها رخامة وحنان ولذلك أحبها عبدالرحمن بكل جوارحه ولكن كما يقولون فالزمان لايعطي للأنسان كل شئ دفعة واحدة ولذلك يمتحن الله سبحانه وتعالي عبدالرحمن وصالحة في ذريتهم فبعد أبنتهم البكر عائشة لايعيش لهم أولاد صبيان كانوا أو بنات فلا تكاد صالحة تربي طفلها فيبلغ العامين أو الثلاثة حتي يختطفه الموت منها فتستخرط في البكاء عليه وينحني عبدالرحمن بكل حنان ليواسيها ويمسح علي رأسها ويقول لها بأن لاتبتأس فتبتسم وفي مأقيها أثار الدموع .
كانت هذه الصدمات بفقدان أولاده تهون من قوته فكانت كثيرا ماتقعده عن شهود الجماعة في المسجدإلا أنه كان صابرا محتسبا لله لا يشكو ولايتألم وكان يجد الأنس في رؤية أصدقائه الصلحاء ونسيبه عبدالله الذين كانوا يختلفون إليه ويعودونه إذا مرض أو زاد الحزن عليه ويصحبونه إذا وجد في نفسه نشاطا للخروج الي المسجد وكان من أشد هؤلاء أتصالا به هو نسيبه عبدالله أخو صالحة لحزنه المشترك علي صديقه وأخته في أن واحد.
بالرغم من إلحاح صالحة علي عبدالرحمن بالزواج مرة أخري وإلحاح والديه عليه بتجديد فراشه فإنه يرفض ذلك رفضا قاطعا ويغلق باب النقاش فيه كائنا من كان الشخص الذي يفتحه ويقول لهم لازوجة لي إلا صالحة ولابنت لي إلا عائشة حتي توقف الجميع عن ذلك عندما رأوا كيف ينزعج عبدالرحمن منه فأثروا السكوت وترك الموضوع للزمن يصلحه كيف شاء الله سبحانه وتعالي .
سبحان مغير الأحوال من حال الي حال تري ماذا يخبئ القدر لعبدالرحمن وصالحة وأبنتهم عائشة؟؟.
تكبر عائشة في كنف والديها مدللة بما يسمح به الدلال في ذاك الوقت لفتاة في سنها حتي ياتي اليوم
الذي يفرح به عبدالرحمن كأي أب عندما يتقدم شاب من العائلة ليخطب أبنته عائشة وقد كان شاهدها
في أحد أعراس العائلة مع والدتها وهوقريبهم من فرع أخر من فروع العائلة وقد جاء الحاج عبداللطيف والده وطلبها رسميا منه لولده حسين فوافق علي شرط أن تبقي عائشة وحسين معهم في البيت وهو طلب في وقتهاكان صعبا ولكن معرفة الحاج عثمان وولده حسين بمدي دلال عائشة وحب أبيها لها جعلتهم يوافقون علي هذا الطلب .
يتم الزفاف وتهيأ دار لهما داخل البيت لايفصلها عن دار أبيها إلا ممر صغير يصبح بعدها الكل في حوش العم عبدالرحمن وكان هذا مايريده هو تماما.
كان حسين شابا دمث الأخلاق وقد أحب عائشة بشدة برغم خوفه من دلال ابيها لها ولكنها كانت زوجة مخلصة ووفية
وربة منزل علي خير مايريد الرجل من زوجته فرزقه الله منها بولدين أسمياهما شملان وعبدالعزيز ولتأتي بعدها أبنة
جميلة لعائشة جعلت أمها صالحة تطير فرحا بها ومن شدة فرحهم بها أختلفوا علي تسميتها فسماها جدها عبدالرحمن
سلوي وسماها والدها حسين أسمهان وظل الجميع يناديها في البيت سلوي ولكن أسمها الذي وضعه لها والدها هو أسمهان
ولم تعرف به حتي دخلت المدرسة ورأت الجميع يناديها ياأسمهان وعرفت من حينها أنه أسمها الرسمي في شهادة الميلاد
والذي يجب أن تنادي به فأصبحت لاتجيب أحدا يطلبها بأسم سلوي حتي أذعن لها الجميع صغيرا وكبيرا فصاروا ينادونها بأسمهان
وهكذا حلت الطفلة المسألة الصعبة دون أن تجرح مشاعر أحد أو أن تزعله .
أنشأ عبدالرحمن حديقة داخل منزله وعني بالحديقة حتي جعلها بهجة للناظرين فتغير ذلك المنزل المتواضع الي واحة سعيدة تضمه هو
وأولاد أبنته عائشة التي كانت تملأ عليه حياته وقد كان شديد التعلق بالولدين يأخذهم معه أينما ذهب بينما ظلت البنت أسمهان حبيبة
جدتها صالحة التي لاتقوي علي فراقها ولو لدقيقة واحدة وتطلبها دوما حتي عندما تكون في المدرسة فتضحك عائشة منها وتقول لها
لو كان الأمر بيدك لحرمتها من التعليم وأجلستيها بقربك دوما .
صالحة – لاأدري بما سينفعها التعليم فغدا ستتزوج وتذهب الي بيت زوجها وهي لاتعلم بأمور المنزل شئ.
عائشة – دعيها تتعلم ياوالدتي علي الأقل ولو القراءة والكتابة فذلك سينفعها جدا في المستقبل.
لقد كان لكرور الأيام اثرا في تغيير راي صالحة جدة أسمهان بعدما توسمت فيها الذكاء والنباهة في حفظ فروضها
وفي حفظها لأيات القرأن الكريم فلم تعد تمانع في ذهاب أسمهان الي المدرسة بل علي العكس ظلت تشغل نفسها مع أبنتها
في عمل البيت حتي ترجع حفيدتها أسمهان منها .
لم تتجاوز أسمهان سن الثامنة حتي فقدت جدتها صالحةالتي أنتقلت الي رحمة الله تعالي تاركة زوجها عبدالرحمن أرملا ووحيدا
مع أبنته عائشة وزوجها حسين وأولادها وتبدأ ملاحقة العم جاسم له بأن يتزوج مرة أخري لعل الله يرزقه بالذرية التي حرم منها
وحرم نفسه منها حبا لصالحة وإخلاصا لها .
في أحد الأيام يبكر عبدالرحمن ذلك الصباح في زيارة والده فتلقاه بالبشر والترحيب وجلس يحادثه ويتودد إليه في حديقة منزله الغناء
ويقول له ياولدي دائما كانوا يقولون لنا الحي أبقي من الميت وقد أعجبني والله إخلاصك لزوجتك صالحة وهي كانت تستحق منك ذلك
والحق يقال .
فقال عبدالرحمن وقد أدركه الخجل ,ماذا تعني ياوالدي هل تريد مني الزواج في هذا السن وقد بلغت من الكبر عتيا.
ومن قال بأنك كبيرا جدا في السن فمن هم في سنك مازالوا يستطيعون الزواج ولكن لاتفكربشابة صغيرة جدا في الثامنة عشرة
من عمرها فتتعبك بطيشها وشبابها ولكن بفتاة قد جاوزت الثلاثين من عمرهاوعقلها في رأسها وقد قل حظها في الزواج فلا تمانع
كبر سنك وترزق منها بالأولاد إن شاء الله.
عبدالرحمن وهو يبتسم – عم صباحا ياوالدي وعليك أنت أن تبحث لي عن هذه العروسة التي ستقبل بي علي سني هذا.
العم جاسم – قل نعم وأترك الباقي علينا.
عبدالرحمن – نعم ياوالدي ,والده علي بركة الله إذن وأنتظر مني الأخبار.
يبدو أن العم جاسم كان جادا في مقولته فلم يمهل أبنه عبد الرحمن حتي يكمل أربعينية زوجته فخطب له أمراة أخري وقرر أن يزوجها له فقد كان تواقا ليري خلفا لأبنه عبدالرحمن غير عائشة أبنته وبعد أن تم للعم جاسم مايريد وتزوج أبنه عبدالرحمن من الفتاة التي أختارها له وأسمها اسيا أحضرها الاب لتعيش مع أبنته عائشة وزوجها حسين بعد أن قضي مايقارب الشهر عند والده وفي بيته بما يسمونه اليوم بشهر العسل فهوقد اشتاق لعائشة وزوجها حسين وأولاده وقرر أن يرجع هو وزوجته للعيش معهم.
لكن عائشة لم تشعر بالمودة نحو زوجة أبيها أسيا وظلت تخفي في قلبها زعلها من والدها وتقول في نفسها كيف هان علي والدي أن ينسي عشرة أمي طوال تلك السنين له وصبرها علي حلو الحياة ومرها في اقل من شهرين علي الرغم من أنها تدري بأن هذه المشورة والضغط كانت من جدها سامحه الله وسامح والدها علي كل حال وتراها قد أستولت علي حق ليس من حقوقها وعلي مكان ليس بمكانها وعلي ذكريات ليست بذكرياتها مازالت تطوف بالمنزل ولاتلحظه إلا عيون عائشة المحبة لوالدتها الراحلة الي جنان الخلد كما تتمني هي دوما لها وقد كان الشعور متبادلا من قبل زوجة أبيها وخصوصا بعدما حملت بطفلها الأول من والد عائشة وأخذت تتدلل علي والدها أمامها لتغيضها .
بعد أقل من سنة تنجب أسيا ولدها الأول وتسميه صلاح ويطير الجد وعبدالرحمن به فرحا فقد حقق الله حلم العم جاسم ورأي علي حياته ولدا لأبنه عدالرحمن قبل أن يموت.
وكما هي العادة دوما فمرأة الأب لاتكون كالأم مطلقا إلا في الخيال ولذلك عندما شعر عبدالرحمن والد عائشة بذلك قرر أن يريح راسه من هذه المشاكل وقرر أن يترك لأبته بيتها لتعيش فيه هي وزوجها وأطفالها أحفاده منها وذكرياتها في كل ركن في البيت مع أمها وأن يشتري بيتا جديدا لأم صلاح وينقل كل مايخصه في البيت كله الي بيت زوجته الجديدة ليمر بين الحين والأخر علي أبنته عائشة ويزورها.
كان شملان أبن عائشة كثير الكلام وعلي عكسه كان عبدالعزيز وأخته أسمهان فكان كلما ذهب لزيارة بيت جده عبدالرحمن يرجع ويقص علي والدته تعابير وجه زوجته الذي يبدو منتفخا من الهم والزعل والغضب عليهم وكيف يهربون منها الي حضن جدهم بسرعة ويحتمون عنده وكيف تبعد ولدها صلاح بكل السبل حتي لايلعب معهم ,خالهم وفي نفس سنهم وهذا ماكتبته الأقدارعليهم, بينما يظل كل من عبدالعزيز واسمهان صامتين فلاهم ينفون ولاهم يؤيدون كلام أخيهم شملان.
أمهم عائشة تضحك وتقول لهم أتدرون ماأجمل شئ في زيارتكم لجدكم وهذه العقربة هو أنكم تجعلونها تغضب وتشتعل وتعكرون مزاجهاوهذا يشعرني بسعادة غامرة و كبيرة وهي تري مدي تعلق والدي الشديد وحبه لكم وهنا يتدخل زوجها حسين ويقول لأولاده لاعليكم الأن أذهبوا وأكملوا لعبكم في حوش البيت حتي يجهز الطعام وسوف أطلبكم عندها وبمجرد أن يخرج الأولاد من الغرفة يحاول حسين أن ينصح زوجته بأن لاتقول مثل هذا الكلام أمامهم حتي لايتعلموا الكره للناس.
تعرف اسيا نقطة ضعف عبدالرحمن والد عائشة وهي الأولاد فتنجب له الأولاد تباعا وبدون توقف فهي أيضا في سباق مع الزمن ولم تعد صغيرة وخصوصا أنها تزوجت والد عائشة وهي كبيرة في السن نوعا ما ولكي تشغله بهم وتقلل من فرصة أهتمامه بعائشة وأولادها.
كان شملان من أكثر أولاد عائشة تعلقا بجده عبدالرحمن فكان لايكاد يفارقه لحظة واحدة وكان يقضي جل وقته عنده ويرافقه في مشاوريه الي الصلاة في المسجد بكل أوقاتها وإلي السوق فيما أن أبنه صلاح يقضي جل وقته نائما في حجر أمه ولايشبع نوما في غرفة والدته أسيا التي كانت تدلله وتخاف عليه حتي اللعب بالشارع ولدرجة أحس بها عبدالرحمن وكأنه لم ينجب ولدا من صلبه بالرغم من أن أسيا أنجبت له حتي الأن ولد وبنتان وهي حامل بطفلهم الرابع.
تفرح عائشة من مرافقة شملان اللصيقة لجده وتحس بأن هذا يغضب اسيا زوجة أبيها جدا فتنتشي من شدة الفرح وتقول دائما لوالدها عندما تقابله شملان هو تلميذك وهو شديد الإعجاب بك ومايسره شئ في الدنيا كما يسره أن يراك فيرد والدها وقد تملكه الزهو ,أجل إنه يسير علي طريقتي في كل شئ وأنا أتوقع له مستقبلا عظيما في هذه الحياة وأرجو أن لاتثير كثرة ملازمة شملان لي غضب والده عليه وبالرغم من معرفة عائشة بأن هذا الشئ يثير غضب زوجها حسين فإنها لاتُبين ذلك لوالدها أبدا.
كان زوج عائشة يتضايق من كثرة ملازمة شملان لجده عبدالرحمن حتي أنه يقول لها بأنه يريد أن يربي أولاده علي طريقته هو وليس علي طريقة والدها فترد عليه بأن لاحق له في الخوف علي شملان فوالدها لايأخذه إلا الي دور العبادة وحفظ القرأن الكريم وبأنه يكتسب ورع أبيها منه وفي هذا يؤيدها زوجها ولايعترف لها بذلك بل يصمت فهو يود أن يكون كل أولاده تحت ناظريه فهذا عبدالعزيز ولده وأسمهان أبنته لايفارقونه أبدا كما يفعل شملان ويتحركون دائما معه عندها تقطع عليه عائشة تفكيره
بجملتها المعهودة ,مازالوا صغاراَ وعندما يكبرون سيعرفون أنك والدهم وذاك جدهم فلا تعقد الأمور وتعطيها أكثر من حقها.
كانت عائشة كلما حست بضيق زوجها حسين من هذه الأمور خرجت به في الليل الي حديقة المنزل وكثيرا ماكانا يتسامران علي ضوء القمر ويستعيدان ذكريات الأيام الماضية فيضحكان حينا ويأسيان حينا علي بعض الأمور وتتذكر عائشة بأن والدها لولا أستعجال جدها سامحه الله لحصل علي زوجة أفضل من أسيا هذه فهي ليست من مستواه ولا تليق به أبدا فوالدها محب عطوف وهي من فئة النسور الجارحة ويضحك زوجها حسين من وصفها ويقول لها ضاحكا لم تحبي هذه المرأة قط في يوم من الأيام ,كانت ليلة قرة شديدة البرودة يمرق فيها البرد الي العظم وكان جسم حسين يرتعد من شدته والندي يتساقط عليه وهو لايكسوه إلا ثوب خفيف ولكنه لم يشعر بذلك كأنما كان بمنعة عنه بشواظ من نار حب عائشة ولكن عائشة شعرت بقرة البرد فطلبت من حسين أن يتركوا المكان ويدخلوا الي غرفتهم فورا حتي لايصاب بالزكام.
عندما أنتقل عبدالرحمن والد عائشة للعيش مع زوجته الجديدة اسيا في بيت خاص بهم قررت الجازي أخته البقاء في بيت عائشة الذي هو بالأصل بيت والدتها صالحة وقالت بأنها تفضل العيش مع أبنة صالحة علي الذهاب مع هذه الغريبة التي لاتعرفها ولاتعرف طباعها وأوما عبدالرحمن برأسه بالموافقة فهو يعرف طباع أخته الجازي القاسية ويعرف طباع زوجته القاسية ايضا ولذلك فلا فرصة لهم للتمازج أبدا,سبحان مقلب القلوب فقد أصبحت الجازي لاتطيق فراقا لأولاد وبنات عائشة أحفاد صالحة بل أصبحت تجمعهم حولها كل يوم لتحكي لهم القصص التي تعرفها من جدتها وكان أولاد عائشة يتجمعون حولها وهم في قمة السعادة معها وهي في قمة العطف والحنو عليهم فهم لم يعرفوا جدة بعد جدتهم صالحة غيرها وكثيرا ماألتفوا حولها بعد العشاء ليسمعوا قصصها الجميلة والنادرة وكثيرا ماحملتهم أمهم من غرفتها وهم يغطون في نوم عميق.
كان شملان من شدة تعلقه بجده عبد الرحمن يناديه ياأبي وينادي والده بأسمه الصريح ياحسين ,ياحسين أريد هذا وياحسين سأذهب مع والدي لصلاة الجمعة وكانت عائشة تندفع بينهم لتردع غضب حسين عنه فيبتسم حسين ويتراجع وترجع له القول نفسه مازال طفلا فترفق به ياحسين ترفق به.
تمر السنين ويرحل والد عبدالرحمن ووالدته عن الدنيا وقد تركوه غريري العين بعد أن شاهدوا ذريته الكبيرة من الصبيان والبنات الذين أنجبتهم أسيا له وكذلك يرحل والد حسين الحاج عثمان وزوجته أم حسين بعد صراع طويل مع المرض ,في السابق كانوا يقولون أن الأمراض قليلة عندهم ولكن الصحيح هو أنها كثيرة ولكنهم لايعرفوا كنهها ولاكيف يعالجوها ويبقي من جيلهم فقط الحاج عبدالرحمن والد عائشة بعد أن مد الله في عمره الجد الوحيد لأولاد عائشة وحسين وتستمر أسيا في إنجاب الأولاد له حتي تكملهم له تسعة أولاد وبنتين,قافلة كبيرة من الأولاد والبنات لرجل مسن وكأن القدر يريد أن يعوض عبدالرحمن مافقده من أولاد مع زوجته الأولي صالحة أو يبتليه علي كبر بهم وبمشاكلهم ولاأحد يعلم بهذا إلا الله وحده علام الغيوب.
شملان وصلاح ابن أسيا من نفس السن ولكن علي شملان أن يناديه بخالي دوما ,يدرس شملان بهمة ونشاط ويتخرج من كلية الهندسة ويعزف صلاح عن الدراسة ويكتفي بالشهادة المتوسطة التي لم يستطع حتي أن يكملها ويعزف عن المواصلة ويحتمي دوما بأمه التي تدلله كلما غضب منه أبوه وحاول إصلاحه ولكونه عاطل عن العمل وأمه لاتبخل عليه بالنقود التي تأخذها من زوجها بأي حجة وتعطيها له والتي لاتسأله أين يذهب ومع من يسهر فقد حلقت عليه جماعة من رفاق السوء ليصرف عليهم أمواله ولكي يضمنوا ولاءه لهم وعدم مغادرتهم وهو الأوزة التي تبيض لهم ذهبا فقد أدخلوه في عالم الكيف والسكر والمخدرات ورفيقات السوء وهو ابن الأب الصالح الذي لايفارق المسجد ودوما يرافقه فيه ابن عائشة شملان كما كان يرافقه وهو صغير فقد عجز عن تربيته من كثر ماأفرطت زوجته أسيا في تدليله وغضت عليه وهي لاتدري.
في يوم من الأيام لم يهدأ عبدالرحمن في نومه ولاحظ تغيب أبنه المتأخر عن الدار فقام ليلته تلك وهو يصلي ويتعبد وينتظر رجوع ولده ولكنه لم يحضر فأضطجع في فراشه وتقلب من جنب الي جنب وستر وجه بطرف ردائه لعله ينام ولكنهما ظلتا حيتين قلقتين ماتكادان تفلتان من ثقل الإغماض حتي ترتفعان فإذا هم مفتوحتان وكأن جفنيهما قد شدا بخيوط وثيقة الي قلبه الخافق المضطرب علي ولده صلاح وقد كان قلقه في محله فولده في تلك الليلة كان يقبع في نظارة أحد المخافر متهما بالسرقة ويبدو أنه بعدما سكر وحشش قفز علي منزل في حيهم وحاول سرقته فتم القبض عليه بواسطة أهل ذلك البيت .
لقد وقع وحده في شر أعماله وهرب أصحابه جميعا من المواجهة بعد أن وضعوا هذا المغفل أمام فوهة المدفع فأبتلع الطعم بكل غباء أو تحت تأثير المخدر الذي يشل إرادته وتفكيره فيجعله لايحسن التفكير في أموردينه ودنياه وينزوي في زاوية خفيه ورؤيا معتمة هي رؤيا النشوة والملذات واستسهال المنكر والعياذ بالله وهذه حياة ينؤ عنها ويبتعد الكرام وأهل المرؤة وقد كان لما يرجع الي البيت بهذه الحالة السيئة تقوم أمه أسيا بتخبئته عن زوجها حتي لايراه علي هذا الحال فيشمت من تربيتها ويمدح تربية شملان أبن عائشة وكان هذا جل مايشغل تفكيرأسيا أم صلاح التي كان ينبغي عليها أن تفكر في حالة ولدها المزرية اكثر مما تفكر في عائشة.
في الصباح يحضر شرطي الي بيت والد صلاح ليبلغه بضرورة حضوره للمخفر حيث ولده ولكي يخاطب الضابط الذي يريد أن يتكلم معه بخصوصه وعندما يسأله عن الموضوع يرد الشرطي عليه بأنه عندما يحضر الي المخفر فسيعلم بالقصة كاملة .
يلبس والد صلاح ملابسه ويغادر المنزل من غير أن يأكل طعام الإفطار فهو في قلق علي ولده وماهو جرمه حتي يقبض المخفر عليه ويودعه النظارة حتي الصباح وبأي تهمة.
عندما يدخل علي الضابط بالمخفر يبلغه الضابط بالخبر الحزين الذي يسقط عليه كوقع الصاعقة ,سارق ,ويطلب منه الضابط أن يتمالك أعصابه ويسمعه حتي ينهي كلامه.
الضابط – لقد جلست مع اصحاب البيت حتي أقنعتهم بأن يتنازلوا عن قضيتهم ضد ولدك ويمكنك أخذه معك الي البيت ولكن لدي نصيحة لك وهي أن تسافر به الي الخارج مثلا الي مصر لتعالجه من إدمانه علي المخدرات وحاول أن تلحقه بالدراسة حتي يتحصل علي الشهادة التوسطة ثم تلحقه بالجيش هنا فالجيش مصنع الرجال وسيعرف كيف يقيمه ويجعله رجلا علي مستوي المسئولية .
لم يتمالك عبدالرحمن نفسه وخر مغشيا عليه وهنا أسرع الضابط إليه محاولا إفاقته وعنما نجح في ذلك أحضر له كوبا من العصير فقد تأكد له أنه أتي الي المخفر من غيرأن يتناول طعام الإفطار وهو لايلومه علي هذا وكان الله في عونه,أسترجع عبدالرحمن شريط حياته بسرعة فائقة وتذكر كم كان والده يلح عليه كثيرا لكي يتزوج وتكون له ذرية وهل هذا الذي كان والده يرجوه له ,ذرية فاسدة ومتعبة وهل ألح في طلب شئ مؤذي لينقص عليه حياته.
بعد أن يرتاح يطلب منه الضابط بأن يأخذ ولده ويفكر في ماقاله له ويبدو أن عبدالرحمن قد أقتنع بموضوع الضابط فماهي إلا أيام وكان في طريقه الي مصر ليدخل ولده في مصحة لعلاج الإدمان يظل هو حبيسا معه في نفس البلد لمدة ستة أشهر كاملة يتعافي بعدها أبنه صلاح تماما فيدخله في مدرسة هناك ليتحصل علي شهادة المرحلة المتوسطة من مصر أو كما تسمي عندهم الإعدادية
وعندما يتم له مايريد يرجع الي الكويت ويدخله في الجيش في سلاح المغاوير حتي تتم تربيته من جديد.
كان لشعور صلاح بغربة والده في هذا السن وملازمته له في مصر دافعا كبيرا له لكي يصحو من كبوته ويعدل مسيرة حياته
وقرر في أعماقه بأن يرحم والده ولا يضعه في هذا الموقف مرة أخري وقد وفا بوعده وكان مثال الإلتزام في الجيش حتي تخرج من دورة المغاوير وأصبح عريفا في الجيش.
كان لنصح الضابط المسؤول بالمخفر عندما ألقي القبض عليه لوالد صلاح أثره الكبير في تحويل صلاح من عنصر فاسد في المجتمع الي عنصر فعال وباني وذلك لأنه لم يتمسك بروح القوانين الجامدة للقانون بل أدخل عليه روح التعاطف مع المجتمع وأثبت أن للمخفر رسالة كبيرة في مصالحة الناس وتوجيهم دون اللجؤ الي المحاكم إلا في الحالات اللازمة لذلك وهاهي قصة صلاح والضابط تعطي أكبر مثال الي أن إعطاء الفرصة للمسئ وعدم تمكين القانون منه يمكن أن يكون له الأثر الطيب والفعال فقد صار صلاح عسكريا وحاميا لبلاده وهو الذي أنحرف يوما وكاد أن يضيع حياته ويقضي بقية عمره ملقي في السجون لولا عطف الضابط عليه ومواسأة لشيبة والده وقد صلح حال صلاح حتي أن أولاده الستة لم يختاروا إلا الجيش ليعملوا فيه كضباط فصار لديه ستة ضباط يشار إليهم بالبنان ويعزي هو الفضل دائما لوالدتهم ومساندتها له حتي يتخطي محن حياته ولوالده وصبره عليه بأن يتحسن وعدم يأسه منه وطرده من حياته كما يفعل بعض الأباء عند غضبهم من أولادهم وهم لايعلمون بأنهم بذلك يرتكبون أفدح خطأ في حياتهم ويتركون أولادهم فريسة سهلة للمفسدين في الأرض وقد كان نصيب عائشة طيبا أيضا مع أولادها وتخرج معظمهم وحصل علي وظائف كبيرة في الدولة وظلت أم صلاح علي حالها لم تتغير وظل والد صلاح صابرا عليها مراعاة لخاطر أولاده فهي علي كل حال أمهم وظل يحتسبها ظلا في البيت لاحياة فيه ,غفر الله لها فقد كادت أن تردي ولدها بدلالها وسؤ تربيتها وسارت الحياة بالجميع كما ينبغي لها أن تسير يوم حلو ويوم مر ويوم طعمه كالعسل ويوم لاطعم له.
أنتهت القصة.
أخوكم - ابن سينا.admin