[color=blue][size=24]رواية الحارس والأمانة
كم تعتقد من الحراس يحفظون الأمانة ويحرسون بذمة ماأوكل لهم من أمانات وأموال وهل سيعيثون فيها نهبا وفسادا ويسرقونها أم أنهم سيردونها الي أهلها ويحافظون عليها وبراعون الله فيها ويحتفظون لكل صاحب حق بحقه.
كانت صاحبتنا سعاد في حيرة من أمرها ,تراها لمن توكل حراسة أموالها التي لاتعد ولاتحصي هل توكلها لأحد أقاربها الذين كان والدها ووالدتها يسمونهم بدلا من العصبة بالعصابة ويقولون بأنهم ليسوا بعصبة تستقوي بهم أبنتهم الوحيدة بل عصابة سوف تنهب حلالها ومالها وسيتدافعون بعد موتهم للحصول علي ميراثهم منها ولذلك فقد قاموا بكتابة كل مايملكون إلي أبنتهم سعاد بيعا وشراء وأخذوا منها توكيلا عاما بإدارة أموالها حتي توافهم الله برحمته وظلت سعاد بعدهم حيري فيمن توكل إليه رعاية أموالها المتناثرة هنا وهناك بعد أن أصبحت تهاب أقاربها الذين يحقدون عليها وعلي ذكاء والديها الذي حرمهم من التمتع ببعض أموالها وهل سيوقعها القدر بشخص مثل زوجها الذي كان أمينا ومخلصا لها طوال حياته حتي توفاه الله الي رحمته بسن صغيرة بعد مرض عضال ألم به فأصبحت أرملة غنية تحسب أن كل من يتودد لها طامعا في ثروتها حتي يثبت العكس.
يقولون كم من صدفة هي خير من ألف ميعاد وصدفتها هذه أوقعتها بشاب نظيف عفيف عنده عزة نفس والأمانة في العمل هي شعاره الذي لايحود عنه,ألتقته صدفة في أحد البنوك وهي تهم بأنهاء معاملة لها فوقعت علي قصته وكيف أنه جاء للبنك ليصلح خطأ كان قد وقع به موظف البنك بعد أن أضاف صفرا للمبلغ الذي أودعه في الصباح حتي أن الموظف مازحه وقال له كنت ستنعم بمبلغ كبير من المال تصرف منه لمدة طويلة فرد عليه بكل حزم ,أعوذ بالله أن أقبل بمال حرام ليدخل جوفي وجوف أخوتي ولايمكن أن أدخله الي جيبي أبدا,
هذه العبارة جعلت سعاد تنتبه الي هذا الشاب وتسأل عنه موظف البنك بعد خروجه وكأنها أحست بأن القدر سيكتب لها قصة مع هذا الشاب العفيف.
تقترب سعاد من الصراف وتسأله – ماعمل الشاب الذي كان يقف بجانبك؟
الصراف وقد عرفها ,أهلا مدام سعاد ,تقصدين محمود.
مدام سعاد أهذا أسمه؟
الموظف – نعم وهو مراسل أموال عند أحدي الشركات في وسط البلد ويعمل معهم منذ خمس سنوات لنقل أموالهم وإدخالها في البنوك وهم يعتمدون عليه كثيرا لأمانته ويحملونه أموالا كثيرة في كل مرة يأتي بها الي البنك ومن كثرتها قد تغري أي شخص بالتلاعب بها وسرقتها ولكنه لايقبل ذلك رغم فقره الشديد وحاجته الي المال.
مدام سعاد – ربما يخاف عقوبة السجن؟
موظف البنك –هذا وارد وفي القصاص حياة لأولي الألباب,ولكن ماقصدته أنه يعمل بأمانة وإخلاص يندر وجودها في هذه الأيام ولم نسمع عنه إلا الأخبار الطيبه وهو خلوق في تعامله مع الجميع هنا.
مدام سعاد – لاأريد أن أطيل عليك ,هذا عنوان شركتي وأرجو أن تخبره بأنني أريد منه أن يمر علينا فنحن بحاجة الي مراسل أمين مثله لينقل لنا أموال الشركة.
موظف البنك – بكل سرور يامدام سعاد وطاب يومك.
وتغادر مدام سعاد البنك وهي تتسال في قرارة نفسها ,هل حقا سيكون محمود هذا هو مفتاح الحل لمشاكلها وهل سيتمكن من الوقوف معها بكل أمانة وصدق ويصمد أمام طوفان العصابة كما كان والدها يحب أن يسميهم وهل يحق لها أن تضع شخصا بسيط وفقير مثل محمود في وجه المدفع وفي دائرة الأنتقام بوجه من تود أن تصفيهم من شركتها وهي تعلم بأن مقدار الأنتقام سيزداد من كل واحد منهم علي قدر أنتفاعهم من أموال والدها وزوجها التي يغتصبونها في كل يوم وفي كل ساعة من وراء ظهرها أو حتي علي مسمع ومرأي منها يطرقهم الملتوية فقد كان والدها وزوجها يرحمهما الله يعرفان كيف يتعاملون معهم ويصدون هجماتهم المتوحشة علي أموالهم.
تعتب سعاد علي والدها وزوجها عدم إشراكها في خبرتهم هذه وإن كانت تعتقد بأنهم كانوا يرأفون بحالها من هذه المهمة العصيبة ويشفقون عليها من همومها ومخاطرها وهم الذين يريدون أن يروها دوما سعيدة فظلوا يعملون جاهدين علي أن يجنبوها الأحتكاك بهم ويتكفلون بكل شئ بأنفسهم شخصيا.
كانت سعاد صغيرة في السن عندما توفت والدتها رحمة الله عليها ولذلك حاول والدها علي قدر أستطاعته أن يكون لها الوالد والأخ والصديق حتي تزوجت فحل زوجها محله فعاشت مدللة طيلة حياتها .
أما صاحبنا محمود فكان الأبن الثاني بين ثمانية من الأخوة والأخوات
ووالده كان موظفا بسيطا في أحدي وزارات الدولة لايكاد راتبه يكفي هذه المجموعة من الأولاد وأمهم ولكنه كان رجلا سليم الطوية ولكنه غير مسؤول وسئ جدا في إدارة أمواله.
التحق محمود بمدرسة حكومية في منطقته وأتم دراسته بصعوبة حتي حصل علي دبلوم للمحاسبة وذلك لظروف والده التي لم تمكنه من دخول الجامعة لأعتماد أسرته عليه بعد أن تزوج أخوته وتركوه مع والده ووالدته وأربع بنات فصار فجأة المسؤول عن كل هذه الأسرة
وسرعان ماتوفي والده رحمة الله عليه فزاد الطين بلة كما يقولون وأصبح محمود المعيل الوحيد لهذه الاسرة فعاش بين طبقة فقيرة في حي فقير وكانت اسرته وأخواته مصدرإلهامه في البحث دائما عن عمل جديد وراتب أكبر مع الأبتعاد نهائيا عن المشاكل حتي يستطيع أن يوفر لهم حياة أفضل بينما أنشغل أخوانه بكل أنانية بأولادهم وزوجاتهم.
يتبع.........................................ابن سينا.admin
كم تعتقد من الحراس يحفظون الأمانة ويحرسون بذمة ماأوكل لهم من أمانات وأموال وهل سيعيثون فيها نهبا وفسادا ويسرقونها أم أنهم سيردونها الي أهلها ويحافظون عليها وبراعون الله فيها ويحتفظون لكل صاحب حق بحقه.
كانت صاحبتنا سعاد في حيرة من أمرها ,تراها لمن توكل حراسة أموالها التي لاتعد ولاتحصي هل توكلها لأحد أقاربها الذين كان والدها ووالدتها يسمونهم بدلا من العصبة بالعصابة ويقولون بأنهم ليسوا بعصبة تستقوي بهم أبنتهم الوحيدة بل عصابة سوف تنهب حلالها ومالها وسيتدافعون بعد موتهم للحصول علي ميراثهم منها ولذلك فقد قاموا بكتابة كل مايملكون إلي أبنتهم سعاد بيعا وشراء وأخذوا منها توكيلا عاما بإدارة أموالها حتي توافهم الله برحمته وظلت سعاد بعدهم حيري فيمن توكل إليه رعاية أموالها المتناثرة هنا وهناك بعد أن أصبحت تهاب أقاربها الذين يحقدون عليها وعلي ذكاء والديها الذي حرمهم من التمتع ببعض أموالها وهل سيوقعها القدر بشخص مثل زوجها الذي كان أمينا ومخلصا لها طوال حياته حتي توفاه الله الي رحمته بسن صغيرة بعد مرض عضال ألم به فأصبحت أرملة غنية تحسب أن كل من يتودد لها طامعا في ثروتها حتي يثبت العكس.
يقولون كم من صدفة هي خير من ألف ميعاد وصدفتها هذه أوقعتها بشاب نظيف عفيف عنده عزة نفس والأمانة في العمل هي شعاره الذي لايحود عنه,ألتقته صدفة في أحد البنوك وهي تهم بأنهاء معاملة لها فوقعت علي قصته وكيف أنه جاء للبنك ليصلح خطأ كان قد وقع به موظف البنك بعد أن أضاف صفرا للمبلغ الذي أودعه في الصباح حتي أن الموظف مازحه وقال له كنت ستنعم بمبلغ كبير من المال تصرف منه لمدة طويلة فرد عليه بكل حزم ,أعوذ بالله أن أقبل بمال حرام ليدخل جوفي وجوف أخوتي ولايمكن أن أدخله الي جيبي أبدا,
هذه العبارة جعلت سعاد تنتبه الي هذا الشاب وتسأل عنه موظف البنك بعد خروجه وكأنها أحست بأن القدر سيكتب لها قصة مع هذا الشاب العفيف.
تقترب سعاد من الصراف وتسأله – ماعمل الشاب الذي كان يقف بجانبك؟
الصراف وقد عرفها ,أهلا مدام سعاد ,تقصدين محمود.
مدام سعاد أهذا أسمه؟
الموظف – نعم وهو مراسل أموال عند أحدي الشركات في وسط البلد ويعمل معهم منذ خمس سنوات لنقل أموالهم وإدخالها في البنوك وهم يعتمدون عليه كثيرا لأمانته ويحملونه أموالا كثيرة في كل مرة يأتي بها الي البنك ومن كثرتها قد تغري أي شخص بالتلاعب بها وسرقتها ولكنه لايقبل ذلك رغم فقره الشديد وحاجته الي المال.
مدام سعاد – ربما يخاف عقوبة السجن؟
موظف البنك –هذا وارد وفي القصاص حياة لأولي الألباب,ولكن ماقصدته أنه يعمل بأمانة وإخلاص يندر وجودها في هذه الأيام ولم نسمع عنه إلا الأخبار الطيبه وهو خلوق في تعامله مع الجميع هنا.
مدام سعاد – لاأريد أن أطيل عليك ,هذا عنوان شركتي وأرجو أن تخبره بأنني أريد منه أن يمر علينا فنحن بحاجة الي مراسل أمين مثله لينقل لنا أموال الشركة.
موظف البنك – بكل سرور يامدام سعاد وطاب يومك.
وتغادر مدام سعاد البنك وهي تتسال في قرارة نفسها ,هل حقا سيكون محمود هذا هو مفتاح الحل لمشاكلها وهل سيتمكن من الوقوف معها بكل أمانة وصدق ويصمد أمام طوفان العصابة كما كان والدها يحب أن يسميهم وهل يحق لها أن تضع شخصا بسيط وفقير مثل محمود في وجه المدفع وفي دائرة الأنتقام بوجه من تود أن تصفيهم من شركتها وهي تعلم بأن مقدار الأنتقام سيزداد من كل واحد منهم علي قدر أنتفاعهم من أموال والدها وزوجها التي يغتصبونها في كل يوم وفي كل ساعة من وراء ظهرها أو حتي علي مسمع ومرأي منها يطرقهم الملتوية فقد كان والدها وزوجها يرحمهما الله يعرفان كيف يتعاملون معهم ويصدون هجماتهم المتوحشة علي أموالهم.
تعتب سعاد علي والدها وزوجها عدم إشراكها في خبرتهم هذه وإن كانت تعتقد بأنهم كانوا يرأفون بحالها من هذه المهمة العصيبة ويشفقون عليها من همومها ومخاطرها وهم الذين يريدون أن يروها دوما سعيدة فظلوا يعملون جاهدين علي أن يجنبوها الأحتكاك بهم ويتكفلون بكل شئ بأنفسهم شخصيا.
كانت سعاد صغيرة في السن عندما توفت والدتها رحمة الله عليها ولذلك حاول والدها علي قدر أستطاعته أن يكون لها الوالد والأخ والصديق حتي تزوجت فحل زوجها محله فعاشت مدللة طيلة حياتها .
أما صاحبنا محمود فكان الأبن الثاني بين ثمانية من الأخوة والأخوات
ووالده كان موظفا بسيطا في أحدي وزارات الدولة لايكاد راتبه يكفي هذه المجموعة من الأولاد وأمهم ولكنه كان رجلا سليم الطوية ولكنه غير مسؤول وسئ جدا في إدارة أمواله.
التحق محمود بمدرسة حكومية في منطقته وأتم دراسته بصعوبة حتي حصل علي دبلوم للمحاسبة وذلك لظروف والده التي لم تمكنه من دخول الجامعة لأعتماد أسرته عليه بعد أن تزوج أخوته وتركوه مع والده ووالدته وأربع بنات فصار فجأة المسؤول عن كل هذه الأسرة
وسرعان ماتوفي والده رحمة الله عليه فزاد الطين بلة كما يقولون وأصبح محمود المعيل الوحيد لهذه الاسرة فعاش بين طبقة فقيرة في حي فقير وكانت اسرته وأخواته مصدرإلهامه في البحث دائما عن عمل جديد وراتب أكبر مع الأبتعاد نهائيا عن المشاكل حتي يستطيع أن يوفر لهم حياة أفضل بينما أنشغل أخوانه بكل أنانية بأولادهم وزوجاتهم.
يتبع.........................................ابن سينا.admin