قصة الأخوة
سعد وحامد أخوين أضطرتهم ظروف الحياة القاسية في كويت ماقبل النفط لإعالة عائلة مكونة منهم الأثنين ووالدتهم وأختهم الصغيرة زينب التي لم تتعدي عامها الثاني بعد وفاة والدهم عبدالوهاب حسرة وغما وكمدا علي خسارته الكبيرة في تجارة الفحم وتهريب الذهب الذي كان مصدر رزق لأناس كثيرون في الخليج في وقتها.
وقد كان سعد أكبرهم سناً وقد بلغ العاشرة وحامد قد بلغ السابعةعند وفاة والدهم ولكنهما برغم صغر سنهما كانا قد شربا التجارة عن والدهم وكأنه موروث ورثه لهم عن غير قصد قبل مماته فقد بدأ بشراء بضاعة صغيرة من تجار الجملة ليجلسان بها في شوارع الفريج الرملية بعد أن يفرشاها علي صناديقهم الخشبية البسيطة لعرضها للبيع وذلك حتي ينموا المبلغ الصغير الذي تركه لهم والدهم معهم بعد تسديد ديونه للتجار وحتي يصرفوا من تجارتهم هذه علي والدتهم وأختهم.
كان حامد الأخ الأصغر موهوبا جدا لدرجة التحاذق فقد قال لأخيه سوف أقوم أنا بشراء اللحم والسمك والدجاج وتقوم أنت بشراء باقي أحتياجات البيت من السوق وظن أخوه الكبير أنه يقول ذلك لقلة فهمه فوافقه علي ذلك في الحال ولكن حامد الصغير ظل يحضر هذه الأشياء بالمناسبات ويكمل لهم باقي الشهر بالأرز والمرق المملوء بالخضروات وظل أخوه الذي يكبره في العمر يحضر باقي أغراض البيت التي لاتتوقف والدته من طلبها منه لضرورتها وعدم أستغناء المنزل عنها ولو ليوم واحد.
كان حامد نابغة في التجارة وجني الأرباح وإدخار النقود وهي موهبة خصها الله بها وحباه بها فظل طوال حياته الدينمو المسيطر علي التجارة في عائلة العم عبدالوهاب.
ولكن بالرغم من ذلك كان الأثنان يجلسان تحت قدمي أمهم ويطلبان منها أن تدعو لهم بالبركة في تجارتهم وأن يمن الله عليهم فينمي رزقهم فيصبحوابأذن الله تجارا كبار ومرموقين مثل والدهم وأن يحفظ الله تجارتهم فلا يخسروها كما خسرها والدهم ويموتون كمدا وغما
وحزنا عليها.
يتبع - .................................... ابن سينا.